رمضان جديد .. يجب أن نراجع أخلاقنا

بقلم : مدحت مرسي 
من الملاحظ في أخلاقنا وعلاقاتنا عدم الإتزان الدقيق فنحن إذا ارتضينا شخصا رفعناه للسماء و إذا كرهناه هبطنا به إلى أسفل سافلين .
وعندما نبحث عن العلة وجدنا الرد (الإيمان حب وبغض).
نعم إن المشكلة في فهمنا للكليات هذا الفهم الأبتر ،
فهذا ما أوقعنا في كثير من الخطأ فنحن كثيرا ما نكتفي بأشتات من المعرفة نجمعها من حفلاتنا والقراءة السريعة وهذه لاتصلح بحال من الأحوال أن تبني فكرا سليما ناهيك عن أن تحافظ على فكرة
ويا له من حال من قديم الزمان تاريخ لا ندرسه
يروى أن حذيفه كان بالمدائن يذكر أشياء قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأناس من أصحابه في الغضب ، فينطلق ناس ممن سمعوا مقولته فيأتون سلمان الفارسي رضي الله عنهما فيذكرون ذلك له
فيقول حذيفة أعلم بما يقول .
فيرجعون إلى حذيفة فيقولون له قد ذكرنا قولك لسليمان فما صدقك ولا كذبك.
فأتى حذيفة سلمان فقال ما يمنعك أن تصدقني فيما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال سلمان إن رسول الله كان يغضب فيقول في الغضب ويرضى فيقول في الرضا .
ثم قال ياحذيفة أما تنتهي حتى تورث رجالا حب رجال ورجالا بغض رجال وحتى توقع إختلافا وفرقة ؟.
و لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال اللهم إني أتخذ عندك عهدك أيما رجل من أمتي سببته سبة أو لعنه في غضبي فأنا من ولد آدم أغضب كما يغضبون و إنما بعثتني رحمة للعالمين فأجعلها عليهم صلاة يوم القيامة ؟.
فمن هنا:
لنجاح هذه الفكرة يجب أن نعرف أنها ليست منها تلك الإحتواء والظلال والبسمة المنافقة والدعوة الكاذبة والشماته في المبتلى والتفاهه في الصداقة والخصومة.
إما تبرز معادن الرجال في المحن والضيق ويتجلى نبل الخلق حين يشتد الأمر.
ولا يستطيع الإمساك بالحق إلا أهله الأوفياء الذين وضحت عندهم الفكرة
لا شك في صعوبة هذه الطريق .