زراعة الكبد :أمل جديدة لعلاج حالات ميؤوس منها جراحيًا

كتب: ماهر بدر
في تطور طبي نوعي يبعث الأمل في نفوس آلاف المرضى، باتت عمليات زراعة الكبد تمثل خيارًا علاجيًا واعدًا لبعض مرضى سرطان القولون والمستقيم الذين يعانون من نقائل الكبد، وهو ما قد يفتح بابًا جديدًا أمام حالات كانت تصنّف في السابق على أنها ميؤوس منها جراحيًا.
Table of Contents
Toggle■ إحصائيات مقلقة حول سرطان القولون والمستقيم
وصرّحت الدكتورة دينيس هارنويس، أخصائية زراعة الكبد في مايو كلينك، أن “سرطان القولون والمستقيم يُعد رابع أكثر أنواع السرطان شيوعًا في الولايات المتحدة، لكنه ثاني أكثرها فتكًا. وعند التشخيص، يُكتشف المرض النقيلي لدى قرابة 1 من كل 5 مرضى، حيث ينتشر السرطان خارج القولون، وتحديدًا إلى الكبد في أغلب الحالات.”
■ زراعة الكبد خيار متقدم للمرشحين المناسبين
فيما يمكن استئصال الورم في بعض الحالات، إلا أن الانتشار المتعدد داخل الكبد كان يحول دون إمكانية التدخل الجراحي، مما جعل زراعة الكبد خيارًا استثنائيًا للمرضى الذين تنطبق عليهم معايير طبية محددة.

وأوضحت هارنويس أن المريض المثالي لإجراء الزراعة هو من أظهر استجابة إيجابية للعلاج الكيميائي، ولم ينتشر السرطان في جسده خارج الكبد، ويكون غير مؤهل لجراحة الاستئصال التقليدية، فضلًا عن تمتعه بحالة صحية مستقرة تسمح بإجراء عملية الزراعة المعقدة.
وأضافت: “نسبة النجاة لمدة خمس سنوات في مثل هذه الحالات كانت لا تتجاوز 15%، مما يجعل خيار زراعة الكبد بمثابة بارقة أمل حقيقية.”
■ مايو كلينك تقود مبادرة زراعة الكبد لعلاج النقائل
أشارت الدكتورة هارنويس إلى أن مايو كلينك تُعد من المراكز القليلة جدًا في الولايات المتحدة التي توفر هذا النوع من العلاج، وذلك لكونه خيارًا علاجيًا جديدًا نسبيًا، ويتطلب وجود فرق طبية متعددة التخصصات تضم أطباء الأورام وجراحي الزراعة يعملون سويًا لإنقاذ المرضى.
■ غاري جونزاليس.. قصة نجاة من قلب المعاناة
ومن بين الحالات التي نجحت في الاستفادة من هذا الخيار العلاجي المتطور، غاري جونزاليس، البالغ من العمر 59 عامًا من ولاية كولورادو، والذي شُخِّص بإصابته بسرطان القولون والمستقيم في سن الثانية والخمسين، وانتقل السرطان بعدها إلى الكبد.
خضع غاري لعدة جولات من العلاج الكيميائي وجراحتين لاستئصال الكبد في مؤسسة أخرى دون جدوى، إلى أن تم تحويله إلى مايو كلينك، حيث أُجريت له عملية زراعة كبد في يوليو 2024.
■ مشاعر امتنان وتقدير لفريق الرعاية والمتبرع
يقول غاري اليوم:
“أشعر أنني عدت إلى حياتي الطبيعية. أنا ممتن لفريق الرعاية الطبية وللمتبرع الذي منحني فرصة جديدة للحياة. المتبرع أصبح جزءًا من حياتي وعائلتي، وأتمنى أن أتمكن من معانقة عائلته والتعبير لهم عن امتناني العميق.”
■ إنجاز طبي يعيد رسم مستقبل المرضى
وتعكس هذه التجربة الإنسانية الناجحة حجم التقدّم الذي تشهده العلوم الطبية في التعامل مع الأورام النقيليّة، وفتح آفاق جديدة للعلاج الذي كان في السابق يُعد مستحيلًا، وهو ما يمنح المرضى والعائلات أملًا جديدًا في مواجهة السرطان.