زفة العروسة

بقلم مستشار التحرير/ محمد الخمَّارى

فرحٌ ومرحٌ، بهجةٌ وسرورٌ مرسومٌ على الأوجه هنا وهناك، زينةٌ وضيافةٌ، استقبالٌ وترحابٌ مع ابتساماتٍ عريضةٍ  . فجأةً وبدون انذار انطفأ السِّراجُ وعلا الصُّراخُ ولُطمتْ الخدودُ واغرورقتْ العيونُ على صوت طلقاتٍ ناريةٍ غاشمةٍ أسقطتْ قتيلاً من المعازيمِ أو من أهلِ العُرسِ. أو جاء اتصالٍ هاتفيٍّ يحمل خبراً أسوداً مشئوماً بانقلاب سيارة العريس أو العروسِ أو كليهما جرَّاءَ مبارزةٍ عشوائية فى خطوطٍ زجزاجيةٍ بين السيارات تارةً وبين السيارات والتكاتك تارةً أُخرى، كلٌّ يمشى بالمعكوس.

ولا أعلمُ كيف انقلبتْ مظاهرُ الفرحةِ والسعادةِ إلى ما نرى من التعبير عنها بكل همجية كاللُّعبِ بالأسلحة النارية وأصواتها المرعبة التى ما عهدناها إلا فى ميادين الرماية للجيوش النظامية أو السيوف والأسلحة البيضاء أو خلع الملابس والعربدة، ثم الويل كل الويل إذا صادفت موكبَ زفة العروسة سيارةُ اسعافٍ تنقل امراةً في حالة ولادة أو مريضاً ينزفُ أو مصاباً في حادثٍ فلا غوثَ ولا مسعفَ لهم إلا ملكُ الملوكِ الذى سلط علينا أنفسَنا لعقابِ وتأديبِ أنفسِنا وأَذهبَ عنَّا الوقارَ والسكينةَ

زفة العروسة 1
محمد الخمَّارى
كاتب صحفي وخبير استراتيجي

Exit mobile version