زلازل أثيوبيا تُنذر بكارثة.. والشقوق الأرضية ترعب السكان

كتبت : د.هيام الإبس

تشهد إثيوبيا ظاهرة جيولوجية غير مسبوقة بعد انتشار مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى تظهر فيه انفصال الأرض وتشققها فى مدينة أواش بمنطقة العفر شرق البلاد.

واتسعت الشقوق الأرضية إلى عمق يصل إلى متر فى بعض المناطق، مما يثير القلق بين السكان المحليين، وتأتى هذه الظاهرة نتيجة استمرار الهزات الأرضية التى تضرب المنطقة بشكل متواصل.

الزلزال يبتلع الأشجار ويسبب انفصال الأراضى

وأظهرت مقاطع الفيديو التشققات الضخمة التى ابتلعت الأشجار وأثرت على الأراضى الزراعية، مما أدى إلى هبوطها وانفصال أجزاء منها.

وبلغت قوة الزلزال الأخير الذى ضرب المدينة فى 31 ديسمبر من الشهر الماضى، 5 درجات على مقياس ريختر، لكن الهزات الأرضية لا تزال مستمرة فى إثيوبيا، مع ازدياد قوتها فى الأيام الأخيرة.
حالة من الرعب والقلق بين
السكان المحليين

آثار الوضع حالة من الرعب والقلق فى أواش، حيث أظهرت الفيديوهات مشاهد لسكان المدينة الذين يعانون من تأثير التشققات والانفصال المفاجئ للأراضى.

ومع قرب منطقة “أواش” من الأخدود الإفريقى العظيم، يتخوف السكان من تدهور الوضع الجيولوجى فى المنطقة.
تتوالى ضربات الزلازل على إثيوبيا، وآخرها سجل 5.49 درجة على مقياس ريختر حسب مركز بحوث ألمانى، الخميس، وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعى، فى إثيوبيا، صور تُظهر فوالق وتشققات فى الأرض بسبب كثرة الزلازل التى ضربت البلاد مؤخراً.

ووسط حالة من القلق والخوف التى بدا عليها الإثيوبيين بسبب زيادة الشقوق الأرضية، وأشار بعضهم إلى أنه قرر العيش فى العراء خوفاً من سقوط منازلهم جراء الشقوق التى حدثت بفعل زيادة الزلازل.

الخبراء يوضحون الأسباب الجيولوجية وراء الظاهرة

من جانبهم، أشار الخبراء الجيولوجيون إلى أن هذه الزلازل تأتى نتيجة الأنشطة التكتونية فى صدع وادى الإفريقى العظيم، مؤكدين أن الزلازل المستمرة ترتبط أيضاً باقتراب صهارة بركان فانتال الإثيوبى من سطح الأرض.

وأكد الخبراء أنه لا يوجد أة ارتباط بين هذه الهزات وسد النهضة، ولكنهم حذروا من أن الزلازل القوية قد تؤثر فى المستقبل على السد.

الدكتور عباس شراقى أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية

وقال الدكتور عباس شراقى أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، والمهتم بالملف الأثيوبى، إن رقم قياسى للزلازل الإثيوبية فى 2024 يصل إلى 89 زلزالاً

وأشار الدكتور عباس شراقى عبر حسابه على فيسبوك، إلى انه مع انتهاء عام 2024، سجلت منطقة الأخدود الإثيوبى عدداً كبيراً نسبياً من الزلازل الأقوى من 4 درجة خلال عام 2024. تم رصد إجمالى 89 زلزالاً ، منها 53 زلزال فى 11 يوم من 21 -31 ديسمبر 2024، وكان أقوى زلزال بقوة 5.4 درحة، وعمق 10 كم، على مسافة 500 – 600 كم من سد النهضة، 100 – 150 كم من العاصمة أديس أبابا، مسجلاً بذلك أعلى رقم خلال العقد الأخير، وكان المتوسط قبل بدء التخزين فى سد النهضة 2020 حوالى 5 زلازل/سنة، 3 زلازل ، 8 ، 12 ، 38 فى أعوام 2020، 2021، 2022، 2023 مع زيادة التخزين من 4 إلى 8 ثم 17 ثم 41 وحالياً 60 مليار م3، على الترتيب.

وأكد الدكتور عباس شراقى أن زيادة معدل الزلازل فى إثيوبيا بمقدار 17 ضعف المتوسط قبل بدء التخزين فى سد النهضة، يشير إلى احتمالية دور المياه المتسربة من بحيرة السد من خلال التشققات السائدة فى الهضبة الإثيوبية فى انزلاق الكتل الصخرية وزيادة حدوث الزلازل.

وأوضح، أنه قد يعقب الزلازل المتكررة حالياً بمعدل يزيد عن 10 زلازل يومياً زلزال أقوى يكون له تأثير مدمر على إثيوبيا وربما سد النهضة، وهناك بعض الزلزال التى حدثت بالقرب من سد النهضة آخرها فى 8 مايو 2023 بقوة 4.4 على بعد 100 كم.

ومن المتوقع أن يتسبب سد النهضة والبحيرة فى حدوث زلازل فى منطقته نتيجة وزن السدين الرئيسى والمكمل ومياه البحيرة (60 مليار طن).