زلزال إثيوبيا يثير الذعر .. وغموض يحيط بمصير سد النهضة

كتبت : د.هيام الإبس
شهدت دولة إثيوبيا مساء السبت 11 أكتوبر 2025، زلزالًا قوياً بلغت شدته 5.5 درجات على مقياس ريختر، وفق ما أعلنته هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، التى أكدت أن محطات الرصد الزلزالى التابعة لها سجلت الهزة بدقة فى تمام الساعة 19:18:27 بالتوقيت المحلى، مشيرةً إلى أن الزلزال لم يكن له تأثير مباشر على الأراضى السعودية.
ووفق بيانات مركز المعلومات
الجيولوجية الألماني (GFZ)، وقع الزلزال على عمق يقدّر بنحو 10 كيلومترات داخل الأراضى الإثيوبية، وشعر به السكان فى عدة مناطق واقعة على طول الصدع الإفريقى الشرقى المعروف بنشاطه الزلزالى والبركانى المتكرر، ما أثار موجة من القلق فى المنطقة، خصوصاً بعد تداول أنباء تتعلق بتأثر سد النهضة.
موقف الإعلام الإثيوبى وغموض حول وضع سد النهضة
ورغم ما نشرته بعض وسائل الإعلام الإثيوبية، من بينها صحيفة The Reporter Ethiopia، من تطمينات مبدئية بعدم وجود أضرار فى السد، فإن مصادر محلية تحدثت عن استنفار داخل موقع سد النهضة عقب الزلزال، وسط تقارير عن إجراء فحوص هندسية عاجلة للمنشآت الخرسانية ومعدات الرصد الزلزالى.
ولم تصدر حتى الآن بيانات رسمية مفصلة من الحكومة الإثيوبية بشأن الحالة الدقيقة للسد بعد الهزة، فيما أشار عدد من الخبراء إلى أن موقع السد فى إقليم بني شنقول-جومز يقع ضمن نطاق جيولوجى معقّد لا يبعد كثيراً عن مناطق النشاط الزلزالى فى عفار وأوروميا، مما يثير تساؤلات حول مدى قدرة السد على تحمل الزلازل المتكررة فى المستقبل، خصوصاً مع ارتفاع منسوب المياه فى الخزان.
خبراء يحذرون من “الطمأنة المفرطة”
أوضح خبراء جيولوجيون أن الزلازل المتوسطة، التى تتراوح قوتها بين 5 و6 درجات ريختر، لا تمثل عادة خطراً مباشرًا على السدود الضخمة إذا كانت مصممة وفق المواصفات العالمية، لكنهم حذروا من التأثيرات التراكمية المحتملة على البنية الخرسانية إذا تكررت الهزات فى فترات زمنية قصيرة.
وأشار بعضهم إلى أن الاهتزازات الأرضية العميقة قد تؤثر بمرور الوقت على الشقوق الدقيقة فى الأساسات الصخرية، خاصة فى السدود التى تقع على مقربة من صدوع نشطة، داعين إلى مراجعة دورية للقياسات الزلزالية والإنشائية فى سد النهضة لضمان سلامته على المدى الطويل.
إثيوبيا على خط الصدع الإفريقى الشرقى
تقع إثيوبيا فى قلب الصدع الإفريقى الشرقى، أحد أكثر مناطق القارة نشاطًا من الناحية الزلزالية والبركانية، حيث تمتد فوالقه من شمال كينيا حتى البحر الأحمر. وتشهد البلاد بشكل متكرر هزات أرضية معتدلة إلى قوية، خصوصاً قرب المناطق البركانية مثل فنتالى ودوفن، غير أن أغلبها لا يخلّف أضرارًا كبيرة بفضل بعدها عن المناطق الحضرية.
ومع ذلك، فإن تصاعد النشاط الزلزالى خلال العام الجارى يثير تساؤلات جديدة حول تأثيراته المحتملة على المشروعات المائية العملاقة فى إثيوبيا، وعلى رأسها سد النهضة الذى يُعد أضخم مشروع كهرومائى فى إفريقيا.