أراء وقراءات

زيارة ماكرون لمصر.. رسائل التاريخ والحاضر في جولة مع السيسي

✍️ كتبت: إيمان أبو الليل 

في السادس من أبريل 2025، استقبلت مصر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارة رسمية، حيث كان في استقباله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

جاءت هذه الزيارة في سياق دبلوماسي مهم استعدادًا لقمة ثلاثية مصرية أردنية فرنسية لمناقشة تطورات الأوضاع في قطاع غزة، والتأكيد على رفض التهجير القسري والمطالبة بوقف إطلاق النار الفوري.

خان الخليلي.. جولة بين التاريخ والرمزية

شهدت الزيارة جولة مميزة في منطقة خان الخليلي بقلب القاهرة التاريخية، حيث تجول الرئيسان وسط حفاوة شعبية كبيرة من المواطنين الذين التقطوا الصور التذكارية مع الزعيمين. وقد عكست هذه الجولة البعد الحضاري والروحي للعاصمة المصرية، وأكدت على عمق التواصل الشعبي والثقافي بين البلدين.

اتفاقيات تعاون متنوعة

على هامش الزيارة، تم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين مصر وفرنسا، شملت قطاعات الطاقة، والصناعة، والتعليم، والسياحة، ما يؤكد على رغبة البلدين في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية، ودعم التنمية المشتركة.

دلالات سياسية ورسائل إقليمية

أكد الرئيس الفرنسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس السيسي على ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، ورفضه القاطع للتهجير القسري للفلسطينيين، وهو ما تلاقى مع الموقف المصري الثابت.

وأعرب الزعيمان عن أهمية تنسيق الجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للقطاع، كما شددا على التكامل العربي الأوروبي في معالجة القضايا الإقليمية.

قمة ثلاثية من أجل غزة

أعقبت الزيارة قمة ثلاثية جمعت الرئيس السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفرنسي ماكرون، بحثت التطورات في قطاع غزة، وناقشت آليات التصعيد الإنساني، وضمان تدفق المساعدات ووقف الاعتداءات المتكررة على السكان المدنيين.

رمزية التاريخ.. واختيار ذكي للمكان والتوقيت

لم يكن اختيار منطقة قاهرة المعز مجرد مصادفة، بل كان رسالة قوية وذكية من مصر، ربطت فيها الماضي بالحاضر. فتاريخ السادس من أبريل يذكر الفرنسيين والأوروبيين بأحداث مفصلية:

  • في ٦ أبريل ١٢٥٠، تم أسر لويس التاسع ملك فرنسا في دار ابن لقمان بالمنصورة خلال الحملة الصليبية السابعة، بعد هزيمة فرنسا على يد الجيش المصري بقيادة الملك الصالح أيوب.

  • وفي عام 1798، واجه نابليون بونابرت مقاومة شعبية شرسة خلال الحملة الفرنسية على مصر، قادها شعب القاهرة القديمة والأزهر الشريف، حيث لعبت شخصيات مثل سليمان الحلبي دورًا بطوليًا في مواجهة الاحتلال الفرنسي.

القاهرة القديمة.. حينما يروي المكان التاريخ

أراد الرئيس السيسي من الجولة في حي الجمالية وخان الخليلي، أن يُذكر العالم بأن الكرامة الوطنية المصرية لم تهزم أمام أي غازٍ، وأن الأزهر الشريف لا يزال منارة للعلم والدين رغم محاولات طمسه عبر التاريخ.

وقد لفتت الأنظار مشاركة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب في هذه الفعاليات، حيث أظهر فخره باللغة الفرنسية في حديثه، مجسدًا الهوية الإسلامية المصرية المنفتحة والمعتزة بذاتها.

ختام الزيارة.. مصر تتحدث بلغة القوة والتاريخ

جاءت زيارة ماكرون لتؤكد أن مصر ليست فقط مركزًا سياسيًا فاعلًا في الشرق الأوسط، بل أيضًا حارسًا للهوية والتاريخ والحضارة، وأن شعبها يقف دائمًا في الصفوف الأولى عندما يتعلق الأمر بالقضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. المقال بكل ما فيه من مفردات وأسلوب نموذج كتابى غاية فى الروعة.
    وهذا ليس غريباً ،فالكاتبة
    إيمان أبو الليل القيمة والقامة
    الإعلامية والأدبية التى هى غنية عن التعريف.
    تحياتي أيتها السامقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.