الصراط المستقيم

سؤال للنساء…

كتب د/ محمد النجار

سألت سيده: وقت الصيام لدينا طويل جدًّا،وسيزورنا أهل زوجي، فأردت عذرًا شرعيًّا للإفطار ، ولذا اخذت دواء لانزال الدورة الشهرية ، وبعد أن أتت الدورة شعرت بالذنب الكبير، وخفت أن يعد هذا الفعل من الإفطار عمدًا في رمضان. أرجو إفادتي وإعطائي رأيكم بهذا الخصوص، وجزاكم الله عنا كل خير؟

الأجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فقد أخطأت في تعاطي الدواء لإنزال الدورة في شهر رمضان لكي تفطري، وما ذكرتِه من قدوم أهل زوجك، وطول النهار لا يبيح ذلك، وقد سبق أن بيّنّا جواز تعاطي المرأة الدواءَ لإنزال الحيض إذا كان لغرض صحيح، وأنه لا يجوز إنزاله لأجل الفطر في رمضان، جاء في مطالب أولي النهي من كتب الحنابلة: وَلَا تَشْرَبُ مُبَاحًا لِحُصُولِ حَيْضٍ قُرْبَ رَمَضَانَ لِتَفْطُرَهُ كَالسَّفَرِ لِلْفِطْرِ، وَتُفْطِرُ إذَا حَصَلَ الْحَيْضُ وُجُوبًا، كَمَنْ نَفِسَتْ بِتَعَدِّيهَا بِضَرْبِ بَطْنِهَا؛ إذْ لَا فَرْقَ بَيْنَهُمَا.
وذهب بعض الفقهاء إلى أنه لا عبرة بهذا الحيض النازل بالدواء قبل وقت نزوله المعتاد، وأنه لا يقطع الصلاة، والصيام؛ جاء في الموسوعة الفقهية: وَأَمَّا إِنْ شَرِبَتْ دَوَاءً، وَنَزَل الْحَيْضُ قَبْل وَقْتِهِ، فَقَدْ صَرَّحَ الْمَالِكِيَّةُ بِأَنَّ النَّازِل غَيْرُ حَيْضٍ، وَأَنَّهَا طَاهِرٌ، فَلاَ تَنْقَضِي بِهِ الْعِدَّةُ، وَلاَ تَحِل لِلأْزْوَاجِ، وَتُصَلِّي وَتَصُومُ لاِحْتِمَال كَوْنِهِ غَيْرَ حَيْضٍ، وَتَقْضِي الصَّوْمَ دُونَ الصَّلاَةِ احْتِيَاطًا لاِحْتِمَال أَنَّهُ حَيْضٌ.
وَقَدْ صَرَّحَ الْحَنَفِيَّةُ بِأَنَّهُ إِذَا شَرِبَتِ الْمَرْأَةُ دَوَاءً فَنَزَل الدَّمُ فِي أَيَّامِ الْحَيْضِ فَإِنَّهُ حَيْضٌ، وَتَنْقَضِي بِهِ الْعِدَّةُ. .
والله تعالى أعلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.