اقتصادتقارير وتحقيقاتمصر

سجادة بقصر الرئاسة الفرنسي غيرت مصير قرية مصرية

فتيات صغيرات تعمل على الانوال ( وضوح)

كتبت : إيمان البلطي

اشتهرت قرية ساقية أبوشعرة التابعة لمركز أشمون محافظة المنوفية بانتاجها أفخر أنواع السجاد اليدوي في العالم ،  وكانت مزارا للسياح من جميع الجنسيات لشراء المنتجات . وكانت صناعة السجاد رائجة ومزدهرة ويعيش أهالى القرية في رخاء. حاليا تبدلت الاحوال الى الاسوأ.

ارتفاع تكلفة الانتاج

قامت مراسلة ( وضوح ) بزيارة ميدانية لاستطلاع الاوضاع على الطبيعة  وكشف الحقيقة على لسان الاهالي .  في البداية يقول زكريا زهران صاحب مصنع زهران لصناعة السجاد اليدوى: المواد الخام اسعارها مرتفعة فخيوط الحرير يتم استيرادها من الصين ويبلغ سعر الكيلو حوالى 750 جنيها حبث تستخدم لصناعة السجاد اليدوى خيوط “سدا “الخاصة بعمل المنوال وقد يستغرق صنع المتر الواحد فى السجادة حوالى ثلاثة أشهر .

من جانبه أوضح أحمد زهران أن قلة العمالة اثرت بالسلبية على المهنة .، فالفنيين بحثوا عن اعمال أخرى بسبب قلة الدخل واضطررنا لتشغيل أطفال لا يتجاوز عمرهم 10 سنوات تعمل حوالى 6 ساعات ولأن معظمهم فى المدارس فنحن فى أزمة لإنهم لا يعملون إلا في اجازة الصيف ، مشيرا إلى أن تسويق المنتج يكون عن طريق معارض الحرف الصغيرة وايجاراتها مرتفعة تقدر بنحو10الاف من الجنيهات.

بعض المنتجات

زيارة غير مرغوبة

أما عماد حمدى فيكشف لـ ( وضوح ) عن سر تراجع صناعة السجاد بالقرية قائلا : كان فى القرية ما يقرب من 100 مصنع واصبحت حاليا 5 مصانع فقط وذلك بسب زيارة الرئيس السابق محمد حسنى مبارك لفرنسا واعجابه بسجادة بقصرالإليزيه ، وعلم فيما بعد أن السجادة مصنوعة بأيدى مصرية. فقام بزيارة القرية ، وبعد الزيارة تم فرضت الضرائب والتأمينات على المصانع والعاملين فيها مما جعل الكثيرون يتخلون عن الحرفة ويتجهون للعمل خارج القرية لأن الحرفة أصبحت غير مجزية.

تراجع السياحة

ويقول إسلام منتصر أحد مسوقى السجاد بالقرية عن طريق النت : كان السياح من مختلف الجنسيات يأتون إلى القرية لشراء السجاد اليدوى سواء كان للفرش أو معلقة على الحائط وبسب الأوضاع التى تمر بها مصر قلت السياحة وقل الطلب على المنتج.

أما وائل عادل ناجى صاحب مصنع ناجى للسجاد اليدوى فأكد  ان سجاد القرية يمكنه منافسة السجاد الايرانى . ولكن الصناعة تعاني من قلة العمالة والضرائب الباهظة وقلة التسويق ، وتكلفة الانتاج المرتفعة حيث المتر الواحديتكلف حوالي 3500 جنيها ، كل هذه العوامل أثرت سلبا على المنافسة فى الأسواق العالمية.

بعض المنتجات

مطلب مشروع

وفي نهاية الجولة أجمع أصحاب المصانع والمسوقون والعمال على ضرورة تأسيس هيئة راعية للسجاد اليدوى والتأمين على العاملين صحيا واجتماعيا ، كي نشجع المنتج المصري من السجاد اليدوي ويستعيد مكانته المتميزة في السوق العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.