سقوط بشار وتراجع نفوذ إيران
بقلم: محمد الهادي
مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، تجد إيران نفسها في مواجهة انتكاسة استراتيجية كبرى، حيث كان النظام السوري ركيزة أساسية لنفوذها الإقليمي ومشاريعها في المنطقة. تتعدد الآثار المترتبة على هذا السقوط في أربعة محاور رئيسية:
1. التأثير على النفوذ الإقليمي
كانت سوريا تمثل معبرًا استراتيجيًا لإيران لتمرير الدعم إلى حلفائها، خاصة حزب الله في لبنان. ومع انهيار النظام السوري، تفقد إيران هذا الجسر الحيوي، مما يضعف قدرتها على الحفاظ على توازن قواها في المنطقة.
2. التأثير على الحلفاء
يعتمد حزب الله اللبناني بشكل كبير على الدعم المالي والعسكري القادم من إيران عبر سوريا. سقوط نظام الأسد يعني تعريض الحزب لضغوط هائلة، تؤثر على حضوره في الساحة اللبنانية وتجعل نفوذ إيران في لبنان عرضة للتراجع.
3. الخسائر الاقتصادية
استثمرت إيران موارد ضخمة في دعم نظام الأسد، سواء على الصعيد العسكري أو الاقتصادي. سقوط هذا النظام يترجم إلى خسائر مباشرة لإيران، تزيد من أعبائها الاقتصادية في ظل العقوبات الدولية والأزمات الداخلية التي تعاني منها.
4. تأثير المشروع الإقليمي الإيراني
كانت إيران تسعى منذ سنوات لتأسيس محور نفوذ يبدأ من طهران ويمتد عبر العراق وسوريا وصولًا إلى البحر المتوسط. انهيار النظام السوري يمثل انهيارًا لهذا الطموح، مما يقوض قدرتها على بسط نفوذها الإقليمي.
خاتمة
سقوط نظام بشار الأسد يشكل نقطة تحول كبيرة لإيران، حيث يعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة ويضعف قدرتها على تنفيذ مشاريعها الإقليمية. هذا الحدث يترك إيران في مواجهة تحديات متزايدة على المستويات السياسية، الاقتصادية، والعسكرية.
محمد الهادي
كاتب صحفي