سلاح المقاطعة
بقلم / الفنان أمير وهيب
استكمالا للمقال السابق والذي كان بعنوان ” سلاح الشتيمة ” ، في شأن الصراع ، الصراع بين فئتين غير متكافئتين ، صراع بين قوي و ضعيف ، كبير و صغير ، ناجح و فاشل ، هذا صراع أبدي أزلي و قائم قبل اي تصنيف من نوعية ” العنصرية ” و ” الطبقية ” و ” الدينية “.
هذا الصراع فرصة لكي يستعرض القوي قدرته ومحنة لكي يستنهض الضعيف غفوته.
هذا الصراع يمكن أن يكون في شكل منافسة ، و قد تكون رسمية ، لها قانون و قواعد كما في حالة الرياضة ومنها منافسة جماعية ك ” فريق ” او ” فردية ” و يمكن أن يكون صراع غير رسمي و ليس له قواعد كما في حالة الاعتداء و الحرب.
في حالة الرياضة ، و بمثال جماهيري شهير فريق كرة قدم من أوائل الدوري في مباراة مع فريق مهدد بالهبوط ، فريق قوي و فريق ضعيف.
القوي عند نزوله أرض الملعب ، يعلم قدرته و معه خطة مدروسة و رسومات تنفيذية و ” هدف ” واجب التحقيق و هو الفوز في مقابل فريق ضعيف نازل أرض الملعب ، يعلم قدرته ايضا و ليس لديه خطة و لكن لديه سوء نية و هي محاولة منع الاخر تحقيق هذا الفوز.
و هذا معناه ان القوي لديه هدف والضعيف ليس لديه هدف.
و هذا معناه أيضا أن القوي مصدر قوته في ” ذهنه ” و في طريقة تفكيره استنادا الي الموهبة و العمل المستمر من خلال التمرين و المهارات التي اكتسبها في تحقيق هدفه في حين أن الضعيف مصدر ضعفه أيضا في ” ذهنه ” و طريقة تفكيره استنادا الي الاتكال و الكسل و الاعتماد على الاخر لذلك يستمر ضعيف لانه لا يفكر في الفوز و ليس له هدف من ناحية و من ناحية أخرى لم يفلح في منع القوي من الفوز.
القوي يستخدم قدرته و ذكاءه طبقا للمعايير و القانون في حين أن الضعيف يلجأ للعنف في الالتحام من غير كرة و بالشتائم و التحايل على الحكم للحصول على ضربة جزاء.
و بتطبيق هذا المثال على ما يحدث بين إسرائيل و فلسطين ، بين قوي و ضعيف.
و بعد استخدام سلاح الالتحام بقذف صواريخ دون خطة و بعد الشتيمة ، فكر الضعيف في استخدام سلاح ” مقاطعة منتجات الدول الداعمة لإسرائيل في فلسطين وفي الدول العربية والاسلامية و هذا أمر طبيعي ، لأن الضعيف لا حول له و لا قوة و أي سلاح و أي محاولة تصدي هو رد فعل طبيعي و منطقي و مقبول.
وأثار استخدام سلاح المقاطعة جدلا بين مؤيد لاظهار رد فعل شعبي غاضب على مساندة أمريكا والدول الاوروبية للعدوان الاسرائيلي الغاشم على غزة ، بينما يعارض البعض استخدام سلاح المقاطعة لأن الأضرار تطول الدول العربية والاسلامية خاصة وان العاملين في فروع هذه الشركات العالمية من المواطنين المحليين .
* اما الشق الأكثر خطورة هو دعوات المقاطعة كانت تستهدف استخدام المنتج المصري البديل و كان فرق السعر واضح جدا لانه مناسب جودة المنتج بين منتج شبه مستورد و منتج محلي بلدي بين منتج ب ١٠٠ جنيه و منتج ب ١٠ جنيه و كانت المفاجأة/ الصدمة أن التجار المصريين رفعوا سعر المنتج المحلي ما يقارب سعر المنتج الأجنبي.
ما احوجنا في هذه الايام العصيبة التي تمر بها المنطقة العربية بل العالم بأسره الى أهل الرشد ليعملوا بكل جدية على وقف الصراع في العالم واحلال السلام من أجل سلام البشرية جمعاء .
أمير وهيب
فنان تشكيلي وكاتب ومفكر