سلامة نفسك .. فى سلامة غيرك منك

بقلم – وليد على
يعيش الناس فى زماننا حالة من العبث الغريب ينظر بعضهم الى بعض نظرة غريبة فربما ترى ذلك ينظر الى أخية وهو حاقد له وهذا ينظر بنظرة حسد وهذا يغل وهذا يتكلم على الناس ولا هم له الا ذكر أخيه بما يكره وهذا .. وهذا .. وتفرق الناس واختلفوا فيما بينهم بشئم هذه الآفات التى فرقت المجتمع وتباعد الناس واختلفت القلوب !!!
أفات بل ان شئت فقل موبيقات او مهلكات دمرت المجتمع ودمرت حسنات العباد ..
ويأتى شعار حكيم ينير الطريق من بعيد يقول لكل حائر يرجوا الدواء من هذا الداء : إذَا أردتَ السلامةَ مِن غيرِكَ، فاطلبهَا في سلامةِ غيرِكَ منكَ
لذلك نرى الشرع الحنيف يحذر المجتمع المسلم من ان ينزلق فى مثل هذه المهلكات فتنزل سورة الأداب او سورة الحجرات فى السنه التاسعه من الهجرة وتستفتح أياتها بنداء رقيق على القلوب التى باتت تنزلق او حفظها الشارع الحكيم من ان تنزلق فى مثل هذه الموبيقات قال الله تعالى :
(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُقَدِّمُواْ بَيۡنَ يَدَيِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ (1) يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَرۡفَعُوٓاْ أَصۡوَٰتَكُمۡ فَوۡقَ صَوۡتِ ٱلنَّبِيِّ وَلَا تَجۡهَرُواْ لَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ كَجَهۡرِ بَعۡضِكُمۡ لِبَعۡضٍ أَن تَحۡبَطَ أَعۡمَٰلُكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ )
نزلت في وفد بني تميم ، قدم وفد منهم على النبي – صلى الله عليه وسلم – فدخلوا المسجد ، فنادوا النبي – صلى الله عليه وسلم – من وراء حجرته : أن اخرج إلينا يا محمد ، فإن مدحنا زين ، وإن ذمنا شين ، فآذى ذلك من صياحهم النبي – صلى الله عليه وسلم – فخرج إليهم ، فقالوا : إنا جئناك يا محمد نفاخرك ، ونزل فيهم : ( إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون ) وكان فيهم الأقرع بن حابس ، وعيينة بن حصن .
فأراد الله عزوجل للمجتمع المسلم ان يحيي حياة طيبة خالية من هذه المنغصات التى ربما تحرق المجتمع بهذه الأفات فجأت الآيات بينات تنير الطريق لمن أراد ان يستنير بها وتأتى ومعها أوامر من الله جل وعلا بجملة من ألاداب المجتمعية والحياتيه التى تصلح الناس والمجتمع .
اعلم اخى الكريم ان الكلمة ربما ترفع صاحبها درجات فى الجنه وربما تهوى به فى نار جهنم
فعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم .
فجأت السورة الكريمة بهذه الاداب اولها أداب عالية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو القائد والمعلم والقدوه ثم أكملت السورة الكريمة بأداب تجاه المجتمع ثم أداب بين الفرد وأخوانه وأحياء روح الاخوة والترابط فى المجتمع الذى ينكر على أفراده الغيبه والنميمه والحسد والحقد والتجسس والتنابز والتخاصم والحقد والغل وغيرها من أفات .
يبن حديث رسول الله الى معاذ بن جبل فضل التمسك بهذه الاداب ، حينما سأله عن السبيل الى الجنة والبعد عن النار وهو خلاصة الكلام فكل الناس يسعى حول هذين السبيلين ويطوفون حولهما الطاعين والعابدين .
روى الترمذي في السنن عن معاذ بن جبل قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله: أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار، قال: لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل، قال: ثم تلا: [تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ] حتى بلغ: [يَعْمَلُونَ] (السجدة: 16-17). ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه؟ قلت بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه قال: كف عليك هذا، فقلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم. قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. قال الشيخ الألباني: صحيح
وهذا ما اردت ان أشير اليه أخى الكريم إذَا أردتَ السلامةَ مِن غيرِكَ، فاطلبهَا في سلامةِ غيرِكَ منكَ فنظف لسانك من هذه الآفات وأخرجها من قلب ولا تجعل لها مكان فى حياتك لان كل إنسان سيقف بين يدى ربه ويناقش عمله .
ففي الصحيحين من حديث عدي بن حاتم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما منكم أحدٌ إلا سَيُكَلِّمُهُ ربُّهُ ليسَ بينَهُ وبينَهُ تُرْجُمَانٌ، فينظرُ أَيْمَنَ منه فلا يرى إلا ما قَدَّمَ من عملِهِ، وينظرُ أَشْأَمَ منه فلا يرى إلا ما قدَّمَ، وينظرُ بينَ يديهِ فلا يرى إلا النارَ تلقاءَ وجهِهِ، فاتقوا النارَ ولو بشِقِّ تمرة .
وأعلم ان كل لفظ تتلفظ به يكتب عليك فما بالك بهذه الأفات التى ربما يقترفها العبد صباح مساء وهو لا يدرى انه يهلك نفسه ويتحمل أوزار الناس على ظهره يوم القيامه .
قال الله تعالى : (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) .
وأخيرا أخى الكريم ونحن أوشكنا على ختاما عام هجرى وأستقبل عام جديد ألا ينبغى لنا ان تكون لنا وقفه مع النفس نصحح فيها مسار حياتنا ونقبل فيها على ربنا تأبين عابدين عائدين نستقبل عاما بشعار لحياتنا 🙁 إذَا أردتَ السلامةَ مِن غيرِكَ، فاطلبهَا في سلامةِ غيرِكَ منكَ )
نستقبل عاما جديد وقد اخرجنا كل هذه الافات من قلوبنا وطهرنا نفوسنا وذكينا السنتنا حتى نحى فى مجتمع نقى يملاه الحب والود والتراحم فيما بيننا .