تقارير وتحقيقات

سلسبيل خلف فتاة جامعية تطوعت لتغسيل موتى كورونا بالمجان

سلسبيل دربت أسماء بيومى وهدى كمال وأميرة حسين على تغسيل الموتى حبا في عمل الخير 

 

كتبت إيمان البلطى

فى ظل  الصعوبات التي  تواجه المصريين بسبب جائحة كورونا ، تظهر نماذج مشرفة تكشف عن أصالة بلدنا مصر وقدرة أبنائها على تحدي الصعاب.  ففي الوقت الذي  أصيب الغالبية بالهلع من موتى كورونا وامتنع المغسلون عن تغسيلهم خوفا على أنفسهم من الإصابة بالعدوى ، بينما استغل البعض الأزمة وأصبح يطلب مبالغ باهظة لتغسيل موتى كورونا .تظهر طالبة جامعية فى سن الزهور وهى سلسبيل أحمد خلف الطالبة بالفرقة الثالثة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة ٢٢ عاما لتطوع بتغسيل موتى كورونا بالمجان.

تسكن سلسبيل بقرية كفر داود التابعة لمركز السادات بمحافظة المنوفية وبدأت فى نشاطها الخيرى كمتطوعة لتغسيل موتى كورونا منذ ٨ شهور أثناء الموجة الأولى لكورونا.

بداية العمل

سلسبيل بالملابس الواقية

وفي حوار مع (وضوح ) قالت سلسبيل :

” كان نفسي اتعلم الغُسل لانه عمل خير فيه أجر عظيم يغفل عنه كثير من الناس ، ولكني كنت أهاب هذا العمل واشعر بالخوف، لكن كنت أشعر بالحزن عندما  أبسمع إن هناك حالة توفيت بكورونا ودفنت بملابسها  دون عسل عندها قررت اتعلم الغسل .وشاورت أهلى فى البداية كانوا خائفين جدا عليا وبعد ذلك وافقنى أبى ودعماني هو وأمي وقال لي: لن أقف أمامك فى فعل الخير يابنتي .

ونزلت وتعلمت ذلك وطبعا وأنا بغسل موتى كورونا رأيت مواقف كثيرة صعبة، منها إن أهل الميت ييخافوا من الحالة اللى ماتت ويخافوا أصلا يستلموها من المستشفى وفيه بيخاف حتى يشوفها بعد الغسل.

وأضافت : أمى تنتظرنى بعد كل غسل بتجهز لي لبسي وتعقمني قبل ما أدخل البيت.

تدريب فريق من الفتيات

بدأت أنزل غُسل فى  مستشفى السادات المركزى وفى البيوت ولما رجعت الدراسة وروحت السكن الجامعي .كل ما يكلموني في المستشفى كان بيجيلى اكتئاب عشان مفيش حد ينزل يغسل الموتى مكانى، وكنت اتواصل مع بعض الأشخاص للقيام بالغسل وأتاكد  أنها دخلت غسلت وخلصت وكانت ترتدي الملابس الوقائية.

ولحل هذه المشكلة جاءت لي  فكرة إن أشوف البنات اللى عايزة تتعلم الغسل فى البلد والسادات وأعلمهم .وبالفعل عملنا فريق صغير وعلمتهم وبدأوا ينزلوا معايا ، منهم أسماء بيومى ١٧ سنة وهدى كمال ٢٠ سنة وأميرة حسين

وأوضحت سلسبيل بنت قرية كفر داود : كنت فاكرة إنى ساخاف من الحكاوى اللي أسمعها، لكن سبحان الله اعطاني الشجاعة ، وأنا واقفة فى الغسل اكون فى دنيا تانية، واكون مبسوطة إن ربنا اختارني ان أكرم المتوفية وأزينها عشان تقابل ربنا .

بشرى سارة 

تختتم سلسبيل كلامها لتزف البشرى لأهالى موتى كورونا :

موتى كورونا كلهم بلا استثناء وجوههم منورة لدرجة إن فى غسل وقفت عليه كنت بضحك وأعيط فى نفس الوقت على ضحكة المتوفية فكانت المتوفية شديدة الإبتسامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.