سلسلة”وعلم آدم”(٦) البلورة السحرية
بقلم/ إيمان أبوالليل
من أشهر ما قيل عن الوعي والتضليل، كلمة لمسؤول دعاية حملة، هتلر”جوزيف جوبلز”عن تأثير إعلام إبليس، حيث قال:إعطني إعلاما بلا ضمير، أعطيك شعبا بلا وعي.
وقد كانت تلك المقولة هي القاعدة الذهبية التي تعامل بها أعوان إبليس، حيث تم قلب الحقائق وسيطر إبليس على عقول الشعوب حول العالم.
وقام شياطين الإنس خاصة في عصر العولمة والانفتاح عبر الشبكة العنكبوتية، بتشكيل الوعي، وفتحت دواليب المصالح، وببراعة البلورة السحرية، تلاعبت اللجان الشيطانية بالصورة الذهنية للناس، وبدأ تحديد القضايا التي يريد أعوان إبليس أن تكون هي الأهم على ألسنة الناس، وكيفية التعامل معها.
فربما تكون القضية خطيرة وجادة، فنجد الجميع يتعامل معها بسخرية، فتستقر الكارثة بهدوء دون حدة وكأنها مقبولة من الجميع.
كما توغل الإعلام حتى تمكن من كل تفاصيل الحياة.
تأثير الإعلام على الأخلاق
يرسم الإعلام بريشة فنان ساحر، فيجعل من الحرام حلالا، ولكن بطريق غير مباشر، فمثلا يصور البطل المشهور والمحبوب للجمهور، وهو يشرب الخمر، وبالطبع لا يذكر كلمة”خمر”، حتى لا تقع على مسامع الجمهور كالصاعقة، ولكن بمسميات أخرى خفيفة وتبدو وكأنها الأرسطوقراطية كما هي في حياة الفنان المحبوب.
وهنا يتوغل إبليس بنعومة وهدوء حتى يجعل بني آدم يذهب ليجرب هذا المشروب مثل الفنان المفضل لديه، وينسى أن الله حذرنا في القرآن من الخمر وأنها رجس من عمل الشيطان.
وهكذا يتناول أعوان إبليس القضايا الإجتماعية، فنجد بعض الأفلام تظهر لنا البطل والبطلة في منتهى الشياكة والأناقة وخفة الظل، ويتمتعان بحرية مطلقة في العلاقة المحرمة، لكن خفة الظل جعلت هذا مقبولا وليس بمستنكر من المشاهد، وبالتدريج تولدت قناعة لدى المشاهد بأن العلاقات المفتوحة هي أصل التحضر، ومن يعارض هو جاهل ومتخلف.
تأثير إعلام إبليس على البيت الكبير
نأتي للعادات والتقاليد، فنجد أن أعوان إبليس من شياطين الإنس والجن، نجحوا في تحطيم البيت الكبير، فتاهت العلاقات الطيبة، وبهت إحترام الكبير.
كما ضاع احترام المعلم وتقديس المدرسة، وكسر شوكة الكتاتيب التي كانت تغرس الدين وتنمي النزعة الدينية الإيمانية في الأبناء.
تأثير إعلام إبليس على الحياء
بات العري هو السمة السائدة، وكأنه تأشيرة العبور إلى عالم الشهرة والمال، وهذا على عكس الزمن الماضي، حتى في العصور الوسطى، كانت الأميرات والملكات ممنوعا عليهن التعري.
وفي جميع الأديان السماوية، احتشام المرأة فرض، ولكن إبليس لن يترك تلك الثغرة هكذا دون إستغلال، وسعى سعيا دؤوبا حتى نزع الحياء من المرأة التي تربي رجال الغد.
تأثير إعلام إبليس على النخوة
قنوات إبليس على النت، والتي تتبنى كل الأفكار الشاذة والتي تدمر الفطرة السوية، تبث أفكار مدمرة من خلال الأفلام التي تقوم بعرضها، فتربى على هذه الأفلام جيلا لا يعرف النخوة، يقبل على زوجته وأخته وأمه أن تتراقص وترتمي في أحضان الجار والصاحب وزميل العمل، وأماتت هذه الأفلام الغيرة والنخوة.
والأخطر ما يعرض على الأطفال من أفلام كرتون بها إيحاءات جنسية.
إبليس الملعون لا يترك محفلا إلا وبث سمومه حتى يوقع البغضاء بين الناس لينتشر القتل وكل سلوك عدائي، وفي النهاية يصاب البعض بالإكتئاب لبعده عن طريق الله فيقبل على الإنتحار.
“يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون” سورةالمائدة آية90-91.
الكلام عن إعلام إبليس لا ينتهي، وللحديث بقية
اقرأ أيضا