احدث الاخبار

سلسلة”وعلم آدم”(٨)جدلية بني يهود والمسيح بن مريم

سلسلة”وعلم آدم”(٨)جدلية بني يهود والمسيح بن مريم

بقلم/ إيمان أبوالليل

ودارت الأيام، ووقف إبليس ليشعل حربا جديدة في قلب بني آدم، وهي أشرس حرب وبها يحترق … إنه الحقد والغرور والتكبر.

اجتهد بنو يهود في توقيت كانوا فيه يعلمون بأن الله فضلهم على العالمين، وينتظرون ذاك الرسول الذي بشر به”عمران”، هذا الرجل كريم النسب والذي أخبرنا عنه القرآن في قوله تعالى”إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ*ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ“سورة آل عمران آية٣٣.

ماأجملها من آية، تكشف لنا عن هوية القوم، وكيف أنهم ذرية رسل وأنبياء بعضها من بعض، ولذلك مهد الله ودبر لاستقبال”المسيح عيسى بن مريم”، وكيف كانت هذه الذرية ممن استثناهم (ابليس) من قسمه عندما قال”إلا عبادك منهم المخلصين“.

عمران ما كان له ولد، ولكن الله وهبه بابن سيكون له مكانة، يحيي الموتى ويبرئ الأكمة والأبرص بإذن الله، وعندما حملت زوج عمران (نذرت) ما في بطنها لخدمة الله، وهذا دليل على أن أهل الله يحملون مسؤلية الدين ويعلمون بأنهم خلفاء الله على الأرض.

ومات عمران، ووضعت زوجه وكانت مفاجئة للجميع وبخاصة زوج عمران التي نذرت ما في بطنها لخدمة الرب.

وضعت بنتا ولكنها ظلت على عهدها لله” قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ* فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا”.

الإيمان هو وقود المؤمن، وإيمان وقوة عقيدة زوج عمران، جعلها برغم معرفتها بأن الأنثى لا يمكن أن تكون من خدام المحراب، إلا انها منحتها اسم”مريم” ونذرتها لله، وحصنتها وذريتها من الشيطان الرجيم، هذا العدو الملعون.

وكفل “مريم” نبي الله زكريا زوج خالتها، وأبو نبي الله يحي.

وظلت مريم مع كبار القوم كخادمة للرب، وهذا شرف لا يناله إلا أشراف القوم.

وتدور الأيام ومعجزات “مريم” تبهر الجميع، فكلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها أصناف الفاكهة والطعام، “كلما دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَـٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ“سورة آل عمران آية٣٧.

وتتوالى بركات الله على”مريم” حتى أتى اليوم الموعود.

كان مكان الصلاة للكاهن ممنوع على النساء، بل ومستحيل، فجاء أمر من الله لمريم

مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ

فنفذت الأمر على الفور، وعلم كبار القوم بما حدث وغضبوا غضبا شديدا لما فعلت، ولكنها امتثلت لأمر الله دون خوف من غضب القوم عليها.

ولأن الله اصطفى مريم”قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ العالمين“كانت على يقين بأن الله ناصرها ويمهد لها الكون لأمر جلل لا يدركه أحد.

وجاءت الملائكة للقديسة مريم وبشرتها بمعجزة الله لها

إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ“سورة آل عمران آية٤٥.

وهنا كان أصعب اختبار وأقساه على مريم، فكيف تواجه القوم وكيف تقنعهم بمعجزة الله لها؟ كيف تحمل طفلا دون زوج!

وكان من الطبيعي أن تتوارى من أهلها حتى يأتيها المخاض وأمرها أن تهز إليها بجذع النخل، وهو أقوى جزء في النخل، وهذا اعجاز اخر لمريم، وذهبت بالمولود المعجزة لقومها وهي صائمة عن الكلام، فنطق المولود بأمرالله،

فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا * يَا أُخْتَ هَارُونَ * مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا * فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا” سورةمريم آية27 – 33.

وهنا كان لزاما لإبليس أن يتدخل، فهو لن يجد أعظم من هذه الفرصة لينتصر على آدم، وعلى الفور وسوس لمن بداخله الحقد فقال هذا سحر واتهم مريم كذبا، وأنكر على المولود معجزة الله، وهو يعلم وعلى يقين بأن الله سيرسل رسول بعد موسى، كما يعلم أحبار اليهود بقدوم نبي الله محمد عليهم جميعا الصلاة والسلام.

وبدأت حرب إبليس الملعون على رسول الله المسيح عيسى بن مريم وأمه.

وللحديث بقية مع(العشاء الأخير وخيانة التلميذ)

اقرأ المزيد

سلسلةوعلم آدم(٧)عقيدة إبليس

سلسلةوعلم آدم(٦) تأثير البلورة السحرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.