سلسلة إتقان العمل.

كتبت. ا.د /نادية حجازى نعمان
الإنسان المسلم يفترض فيه أن تكون شخصيته إيجابية، مقبلة على الحياة، متفاعلة معها، ولأن الإنسان المسلم مطالب باستيفاء شروط الخلافة في الأرض …..السعي في مناكبها وعبادة الله، وإعمارا للأرض، واستفادة مما فيها من ثروات وخيرات لايصل إليها إلا بالعمل والعمل الجاد.لذلك كانت مطالبة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتقن الانسان عمله: ((إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه). فالإتقان سمة أساسية في الشخصية المسلمة يربيها الإسلام فيه منذ ان يدخل فيه، وهي اليي تحدث التغيير في سلوكه ونشاطه، فالمسلم مطالب بالإتقان في كل عمل تعبدي أو سلوكي أو معاشى؛ لأن كل عمل يقوم به المسلم بنية العبادة هو عمل مقبول عند الله يجازى عليه سواء كان عمل دنيا أم آخرة. قال تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين))
وتتمثل عملية الإتقان في تعلم إتقان أمور الحياة كلها فردية أو جماعية وهل سبب تخلفنا وتأخرنا يرجع إلى فقدان هذه الخاصية وما قيمة الشعائر والوسائل التعبدية التي لا تغير في سلوك الإنسان نمط حياته ووسائل إنتاجه إننا نفتقد التربية الأسرية والمدرسية والاجتماعية التي تجعل عمل الإتقان في حياتنا مهارة والتي تكسب الإنسان الاتزان والثقة والاطمئنان إلى جانب اكتساب المهارة المادية والحركية. إننا مطالبون بترسيخ هذه القيمة التربوية الحياتية في واقعنا وسلوكنا؛ لأنها تمثل معا سلامة الفرد وقوة شخصيته وسمة التغيير الحقيقي فيه، كما أننا مطالبون ببذل الجهد كله في إتقان كل عمل في الحياة يطلب منا ضمن واجباتنا الحياتية أو التعبدية. وعادة الإتقان تكسب الأمة المسلمة الإخلاص في العمل لارتباطه بالمراقبة الداخلية، كما أنها تخلص العمل من مظاهر النفاق والرياء، فكثير من الناس يتقن عمله ويجوده إن كان مراقبا من رئيس له، أو قصد به تحقيق غايات له أو سعى إلى السمعة والشهرة لأنه يفتقد المراقبة الداخلية التي تجعله يؤدي عمله بإتقان في كل الحالات دون النظر إلى الاعتبارات التي اعتاد بعضهم عليها.