بقلم/ إيمان أبوالليل
كان لجنكيز خان زوجة هي الأقرب لقلبه والمفضله لديه، كان اسمها بيجن، أنجبت له أربع من الرجال، فقام جانكيز خان بتقسيم الملك بينهم، وولى كل ابن له على ولاية، عدا ابنه أوكتاي.
لقد كان أوكتاي الابن المقرب لأبيه جانكيز خان، وقد أطلق عليه اسم أوكتاي، أي الصعود إلى السماء، فقد كان جانكيز خان يرى ابنه أوكتاي يحكم الأرض بأكملها.
جانكيز خان وقانون الياسا
ومات جانكيز خان، وقامت زوجته بتطبيق قانون الياسا، فكانت تركستان والايجور وبلاد ما وراء النهر من نصيب جيتاي، وقرر جيتاي أن يتخذ من قناوس مقرا مركزيا لحكمه، حتى يكون بالقرب من قراقورم حيث عرش أوكتاي.
وتولى جوجي وهو الابن الأكبر لجنكيز خان كل البلاد ما بين قتاليج وأطراف نهر سيحون، وكانت تسمى بالقبيلة الذهبية، ولكن جوجي لم يحظى بوصية أبيه لأنه مات قبل جنكيز خان بعدة أشهر.
ويبقى أوكتاي، والذي كان وليا للعهد لما رأه جنكيز خان فيه من مهارة وذكاء، وأصبح بعد أبيه الخان الأعظم، وحكم الإمبراطورية المغولية بأكملها.
واتسعت مملكة أوكتاي حيث وصلت تارجتاي وأطراف بحر الاجول، ونهر اميل في المنطقة الغربية الإمبراطورية المغولية.
غزو الصين
وقد قام أوكتاي بإسناد قيادة الجيش لأخيه الأصغر تولي، وقد قاد أوكتاي الجيش المغولي بنفسه وبمعاونة جيتاي وتولي، وأبنائهما، في غزو الصين.
واستعان أوكتاي بجيش أخيه جتاي والذي قام والده جنكيز خان بإهدائهم له، وكان عددهم يصل إلى ٤٠٠٠ جندي مغولي، وفتح بهم البلغاري وبايدار.
وكان أوكتاي يولي قيادة الجيش لأحد القادة الموثوق بهم، وقد قام أوكتاي بتكليف جورماجون القائد الخاص به إلى خراسان، بحوالي ثلاثين ألف فارس، وانتصر نصرا كبيرا.
هولاكو وغزو الخلافة
وولى ابلجداي قيادة الجيوش المغولية للقضاء على الإسماعيلية في ايران، حتى أخيه الأصغر هولاكو، قام بتوليته على جيش الإمبراطورية المغولية لفتح بلاد الخلافة الإسلامية حتى يسقط بغداد، وأعد له ألفين من الجنود.
واستعد الجيش بكل الوسائل والصناع المهرة في صنع المنجنيق وتجهيز العجلات الحربية وتجهيز الخيل.
وكانت الأقاليم التي تقع تحت حكم أوكتاي والإمبراطورية المغولية، تخرج عن بكرة أبيها لاستقبال جيش المغول، وإمدادهم بالمؤن اللازمة.
وكان أوكتاي الخان الأعظم للامبراطورية المغولية، يثق في وزيره ليو تشو الصيني الأصل، وهو الذي قام بإدخال نظام الإدارة، مثل إدارة البريد، وقام بإنشاء محطات للبريد لتوفير ما يحتاج الجيش المغولي.
ديوان البريد
وكان من اختصاصات ديوان البريد، نقل الأخبار والرسائل إلى الخان الأعظم أوكتاي، حتى يكون على علم بما يحدث في جميع الأقاليم والبلدان من حوله.
وقام بتعيين جندي واحد لكل ٨٠ جندي من جيش المغول ليكون في مساعدتهم وحددوا لهم كل ما يحتاجون من مركبات وطعام وشراب وأسلحة.
فهؤلاء هم من يحملون المراسلات شرق وغرب البلاد ويجب حمايتهم، حتى الفلاحين كانوا يقدمون اهم دوابهم ليركبوها لأداء مهمتهم.
وعمل أوكتاي على تطوير ديوان البريد، ونشره في كل الولايات التابعة للامبراطورية المغولية.
وأثناء انشغال أوكتاي_الخان الأعظم_ بتوسيع وتطوير امبراطوريته، سعى جلال الدين خواريزم لتجهيز جيشا كبيرا لتجميع الإمبراطورية الخوارزمية من جديد.
واستطاع استعادة بعض الأقاليم، مثل خراسان وكرمان وبلاد فارس، والعراق وأذربيجان، كما استولى على قلاع الإسماعيلية في إيران بسبب علاقتهم بالمغول.
وعندما علم أوكتاي بما فعله جلال الدين، قام بتجهيز الجيش وذهب إلى أذرليجان وتشابك الجيشان، وانتصر أوكتاي على جلال الدين، بالقرب من مدينة ٱمد.
وفر جلال الدين هاربا إلى كردستان، وقام أحد الأكراد بقتله، وبمقتل جلال الدين في جبال كردستان، أصبح الطريق خاليا لأوكتاي، ومن السهل عليه غزو العالم الإسلامي.
وقام أوكتاي بفتح الصين، واستطاع جيش المغول من السيطرة على جزيرة شانتومج، وخليج بتشلي، وبكين التي كانت تحت حكم كين، واستطاعت استرداد بعض ممتلكاتها بعد موت جنكيز خان.
وبدأ أوكتاي بدعم جتاي وتولي، في السيطرة على مدينة فنج سيانج، والواقعة على نهر هواي.
وقام أوكتاي بتقسيم جيش الإمبراطورية المغولية إلى قسمين، القسم الأكبر كان بقيادة أوكتاي نفسه، وانطلق أوكتاي شمالا، واحتل هوتسونج.
والقسم الثاني من جيش المغول كان بقيادة تولي الأخ الأصغر لأوكتاي، والمكون من ثلاثين ألف من الخيول، وسيطر على مملكة سونج، ومدينة هان تشونج، كما احتل إقليم باونج.
وكلف أوكتاي قائد الجيش المغولي سوبوتاي بالسيطرة على كاي فونج، عاصمة الإقليم، وقام قائد جيش المغول، بمحاصرة العاصمة فونج، حتى تم إسقاطها تحت سيطرة جيش المغول، وقتل الكثير من سكانها.
ثم عزم أوكتاي على غزو أوروبا الشرقية، وأعد جيشا كبيرا مكون من مائة وخمسين ألف جندي سنة ١٢٣٦،
وولى على رأس الجيش باتو جوجي، وأمره بغزو روسيا، وبلاد جركس، وبلغاريا، وأوروبا الشرقية، وكلف القائد سوبوتاي بمساعدة باتو قائد الجيش.
السيطرة على روسيا
واستطاع جيش المغول بقيادة أوكتاي أن يسيطر على جبال الأورال وشبه جزيرة القرم، التي أصبحت ممرا للوصول إلى روسيا.
وبالفعل تمكن جيش الإمبراطورية المغولية من القضاء على أمراء الروس، وأحرق أوكتاي موسكو ودمروا مورم وإمارات أعالي فولجا، وفلاديمير ويارسلاف، ثم توجه أوكتاي إلى أوكرانيا وسيطر على كييف العاصمة.
ولم يهدأ أوكتاي بعد السيطرة على روسيا، وبدأ تجهيز جيشين، الأول للتوجه إلى بولندا، والجيش الثاني إلى المجر، وسيطر الجيش الأول على كراكوف بعد معركة طاحنة مع البوليين.
ثم اتجه الجيش الأول إلى وسط بولندا ومورفيا، ودارت الحرب في فالستات، وتحرك المغول إلى غرب سيسليا، واستولوا على مدينة اولموتز.
أما الجيش الثاني للمغول، اتجه إلى بحر المجر وانتصر على جيش المجر في سهل موهي، وسيطر المغول على عاصمة المجر، ثم اتجه إلى فيينا، بقيادة باتو الأخ الأصغر لأوكتاي.
وفي هذا التوقيت، وصل خبر وفاة أوكتاي الخان الأعظم للامبراطورية المغولية، وعلى الفور اتجه الجيش شمال البحر الأسود واتخذ منها مقر استقرار للجيش حتى تستقر طقوس خلافة إمبراطورية المغول بعد موت أوكتاي