أراء وقراءات

سلمي على تيته يا ندى….

بقلم : عزه السيد

إتوجعت أوى عندما تقابلت مع بنات عمى وبنات عماتى فى فرح بنت أختى ….عارفين إتوجعت ليه؟؟؟
لما بنت عمى نادت على حفيدتها علشان تسلم عليا وقالتلها سلمى على تيته يا ندى …..!!!!إللى وجعنى مش إنى فى لحظة دون أن أدرى أصبحت تيته ….أو حتى لأنى شعرت ان العمر جرى دون ان أنتبه إليه ، لكن لأنى وجدت لدى أكتر من ٦ أحفاد لا اعرفهم ولا يعرفونى ، وما أوجعنى أكتر عندما اقترب منى فادى حفيد بنت عمتى وعمره ٧ سنوات وسألنى …إنتى تيته ؟؟؟؟
حضنته وقولتله أيوه حببب تيته أنا تيته قالى ببراءه طب مش بتيجى عندنا ليه ؟؟؟؟؟؟
وقتها قلت لنفسى وانا شاردة :يااااه صحيح انا مش بروح عندهم ليه ؟؟ ده انا حتى معرفش بيتهم فين ، وقتها حسيت اننى صغيره جدآ أمام الطفل ببرائته وانا عاجزه عن إجابته على سؤاله …وقتها شعرت بالفجوه الأسربه وشعرت ان الدنيا تأخد مننا أجمل اللحظات ونحن نجرى وراها……متخيلين؟؟؟ فنحن نجرى وراها وهى التى تاخد منا ، وتسرق منا جذورنا وإنتماءنا الأسرى .
لقد كنا منذ من عشره أعوام مضت دأئما ما نجتمع فى بيت الكبار جدى وجدتى ، عمى وعمتى ، خالى وخالتى نتبادل الأخبار ونتحاور فى المشكلات ونتشارك فى حلها ،كنا مانزال تفريعات صغيرة لكنها متماسكة وتثبتها الجذور وتحميها من عواصف الحياة بكل مافيها من ألام ومشكلات ،كانت جذورنا مشتركه وبعد أن ذهب الكبار أصبحنا لا نعى من نحن ولا من هم ، ولا نتذكر كم مر علينا ولم نتقابل ، كم مر علينا ولم نتحاور ،ربما نجتمع فى بعض المناسبات السعيدة أو الحزينة وتكن هذه لحظات نسرقها من الزمن دون أن نعى .
بعد أن رحل الكبار ….أبى وابيك عمى وعمك خالتى وخالتك ….الأفرع الأصيله للأسره بدأت الشجرة تضعف وأصبحت الأفرع متباعده.
ولكن…. لما لا نصبح كبار مثل كبارنا لما لا نؤصل الجذور مثلما فعل أباءنا.
أصبحنا نسلم من بعيد ،أصبح الهاتف هو اليد التى نسلم بها على بعضنا البعض هذا ان حدث ،شغلتنا الدنيا فبدلآ من أن نكن أفرع قويه تقارب الجذور فى قوتها أصبحنا أفرع ضعيفه من السهل كسرها ماتت الأسره إندثر الإنتماء ضاع التقارب… توهنا وسط زحام هموم الدنيا إنشغل كل منا فى البحث عن الذات ،ولم يعد هناك معنى ولا وجود لكل مافات….ولكن أين الذات دون جذور ؟؟
أين الإجابه التى يمكنى أن ارد بها على طفل فى السابعة من عمره عندما يسألنى …..تيته إنتى مابتجيش عندنا ليه؟؟!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.