المقصود هنا هى السمات الاجتماعية، حيث يتعلم الطفل كيفية تكوين الصداقات ويتعلم كيفية اتباع القواعد الاجتماعية، كما يبدأ التفكير المعرفى فى إظهار تقدم ملحوظ.
ولعل من أشهر المقولات فى هذا المجال ما ذكرته منتسورى من أن الطفل يشبه الإسفنج الذى يمتص كل ما يدور حوله من خبرات منذ الولادة، ثم يرجع يسترجعه بعد عمر الست سنوات.
أى أن المقصود هنا أن سلوكيات الطفل وتصرفاته ونمط تفكيره سيكون ناتجا عن الخبرات التى تعرض بها سابقا، ومن هنا كانت أهمية العمل على توعية التوجه التربوى السليم منذ بدء الحياة لابننا ولابنتنا، وفيما يلى أهم صفات هذه المرحلة:
- سن 6 و7 سنوات تظهر بدايات تعلم التفكير المنطقى الأوسع ويتضح تطور النمو العقلى.
- فى سن 8 سنوات تظهر زيادة عدد الأصدقاء ويميل الأولاد لتعدد الصداقات بينما تميل البنات لوجود صديقة حميمة ولا يمنع ذلك وجود “الشلة”.
- من سن 6 إلى 8 سنوات تتسم هذه المرحلة بالخيال المتسع والتخيل بكونه بطلا وقد يلجأ بعضهم إلى تأليف القصص والشعر.
- كذلك مع ملامح اكتمال شخصية الطفل نجده يبدأ عمر 8 سنوات فى التمرد، وقد يبدأ فى إظهار تقلب تام فى الشخصية (وهذا الانقلاب قد يظهر أيضا فى عمر السبع سنوات)، وعلاقة الوالدين بالطفل هى التى تحدد مسار هذا الانقلاب.
-
سن 9 سنوات تقل المشاحنات وأن تظهر فرط الحساسية عند التعامل معهم ليزداد تدريجيا ويصبح تحديا فى عمر الـ12 سنة.
- من عمر 10 – 12 سنة هو بدايات الدخول فى مظاهر المراهقة المبكرة حيث يبدأ الطفل فى الاعتراض وإثبات الذات.
- فى هذه المرحلة لم يعد الطفل طفلا فقط، بل هو طفل وراشد هو مشروع راشد حيث يبدأ فى اكتساب كل من نضج الشخصية والنضج المعرفى، هى إذا مرحلة التفكير المعرفى الأكثر تقدما والذى يبدأ من عمر 8 سنوات ولا ينته.
أهمية هذه المرحلة:
– إن العلاقة بين الوالدين والأبناء فى سنوات ما قبل العاشرة هى التى تثرى العلاقة فى مرحلة ما قبل المراهقة، فاذا اكتفينا بالدور الأبوى غير التربوى أى الأوامر والإرشاد فقط سنقابل مرحلة صعبة، أما إذا كانت العلاقة بها مرونة فى التربية مع الحوار الذى لا يخلو من الحزم، فسوف تمر هذه المرحلة بسهولة أكثر.
– يجب العمل على ترغيب الطفل فى كل مسئولية جديدة تبدأ فى حياته، ومن أمثلة ذلك الاستذكار، العناية الذاتية ، الواجبات الاجتماعية.
– إن وسائل الترهيب المبالغة تجعل العلاقة بين الطفل والوالدين معقدة وتؤدى إلى المزيد من المشكلات السلوكية لدى الأطفال.
– ولأن هذه المرحلة تمتاز بالنمو العقلى السليم والسريع، فعلى الآباء استغلال ذلك فى الحث على المزيد من تنمية النمو المعرفى للطفل، وذلك من خلال العمل على توسيع دائرة معارفه من خلال مشاركته مشاهدة بعض الأخبار مع التعليق عليها، حثه على القراءة، الزيارات الميدانية، الحوار البناء بين الطفل ووالديه، الحث على المزيد من التعلم.
– وهناك العديد من الأنشطة والألعاب التى تعمل على تنمية عقل الطفل وشخصيته والتى يجب على الوالدين والمؤسسات التعليمية اللجوء إليها.
– ولعل من أهم ما يجب العمل عليه تدعيم القدرة الإبداعية والفكر البناء المبدع الذى يؤدى إلى إثراء حياة الطفل.