سوهاج تبوح بأسرارها التاريخية ..الكشف عن مقبرة ملكية بأبيدوس وورشة فخار بقرية بناويط

كتب: عبد الله عبد ربه
كشفت البعثة الأثرية المصرية الأمريكية من جامعة بنسلفانيا عن مقبرة ملكية تعود لعصر الانتقال الثاني في جبانة “جبل أنوبيس” بأبيدوس، بينما أعلنت بعثة أثرية مصرية تابعة للمجلس الأعلى للآثار عن اكتشاف ورشة متكاملة لصناعة الفخار تعود للعصر الروماني في قرية بناويط بمحافظة سوهاج في صعيد مصر .
أهمية الاكتشافات الأثرية في سوهاج
أكد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار في بيان اصدرته الوزارة اليوم الجمعة 14 مارس 2025 أن هذه الاكتشافات الجديدة ستسهم في الترويج للسياحة المصرية وتعريف العالم بتنوع الحضارة المصرية، كما ستساعد الباحثين في فهم أعمق لتاريخ البلاد. كما شدد على أهمية دعم البعثات الأثرية المصرية والأجنبية في جهودها للكشف عن مزيد من الأسرار الأثرية.
مقبرة ملكية في أبيدوس.. دليل جديد على عصر الانتقال الثاني
قال الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن اكتشاف هذه المقبرة يقدم أدلة جديدة حول تطور المقابر الملكية في أبيدوس، مشيرًا إلى أن هذه الجبانة كانت مخصصة لـ”أسرة أبيدوس”، وهم ملوك حكموا صعيد مصر بين 1700 و1600 ق.م.، مما يساعد في فهم تعقيدات التاريخ السياسي لعصر الانتقال الثاني.
تفاصيل المقبرة الملكية:
- تم العثور عليها على عمق 7 أمتار تحت سطح الأرض.
- تتكون من غرفة دفن من الحجر الجيري، مغطاة بأقبية من الطوب اللبن بارتفاع 5 أمتار.
- تحمل الجدران نقوشًا للمعبودتين إيزيس ونفتيس، وأشرطة كتابية صفراء بالهيروغليفية ربما كانت تحمل اسم الملك.
- تشير الدراسات إلى أن المقبرة تعود لأحد ملوك أسرة أبيدوس السابقين للملك سنب كاي، الذي اكتشفت مقبرته في 2014.
- من المتوقع أن تجري دراسات إضافية لتحديد هوية صاحب المقبرة بدقة.
جبانة جبل أنوبيس.. موقع ملكي مميز
تُعد جبانة جبل أنوبيس أحد أهم الجبانات الملكية في مصر، حيث اختارها ملوك من الدولة الوسطى، أبرزهم سنوسرت الثالث (1874-1855 ق.م.)، لتكون موقعًا لمقابرهم بسبب شكل الجبل الهرمي الطبيعي.
ورشة الفخار ببناويط.. مركز صناعي وتجاري في العصور القديمة
أما في قرية بناويط، فقد كشفت البعثة الأثرية المصرية عن ورشة كبيرة لصناعة الفخار تعود للعصر الروماني. وأشار محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية، إلى أن هذه الورشة كانت واحدة من أكبر المصانع التي زودت الإقليم التاسع بالفخار والزجاج.
أبرز معالم الورشة:
- مجموعة كبيرة من الأفران والمخازن الواسعة.
- العثور على 32 قطعة أوستراكا مكتوبة بالخط الديموطيقي واللغة اليونانية، توضح المعاملات التجارية ودفع الضرائب.
- استمرار استخدام الموقع خلال العصر البيزنطي، ثم تحويله إلى جبانة في القرن السابع الميلادي وحتى القرن الرابع عشر الميلادي.
دفنات أثرية في موقع بناويط
تم العثور على مقابر مبنية بالطوب اللبن، تحوي هياكل عظمية ومومياوات يُعتقد أنها مقابر عائلية. ومن أبرز الدفنات:
- مومياء لطفل في وضع النوم يرتدي طاقية من النسيج الملون.
- جمجمة لسيدة في العقد الثالث من العمر.
- بقايا بذور نباتية قديمة، مثل نخيل الدوم والشعير، مما يساهم في دراسة النظام الغذائي للسكان في ذلك العصر.
استمرار الأبحاث الأثرية في سوهاج
أكد الدكتور جوزيف وجنر، رئيس البعثة المصرية الأميركية، أن الدراسات مستمرة للكشف عن المزيد من المعلومات حول هوية الملك المدفون في أبيدوس، بينما يواصل الباحثون دراسة ورشة الفخار في بناويط لفهم دورها الاقتصادي والتجاري في العصور القديمة.
تمثل هذه الاكتشافات الأثرية إضافة مهمة للتاريخ المصري، حيث تسلط الضوء على تطور المقابر الملكية وصناعة الفخار، مما يعزز فهمنا للحضارة المصرية القديمة ويدعم قطاع السياحة الأثرية في مصر.