سياسة الحكومات العربية وتأثيرها على ثقة المواطن
بقلم : عبير الحجار
كانت ولا تزال حكومات معظم الدول العربية تتبع سياسة الإذلال يولد التبعية. وترى أن خير وسيلة لضمان تبعية الشعوب لهم هى جعلهم يسقطون تحت اقدامهم من ألم الجوع والعوز .ليظلوا دائما مرتبطين بتلك اليد التى تمتد إليهم لتسد رمقهم بقطعة من الخبز التى تقذفها لهم كلما صاحوا من وجع الجوع . فيفرحون بها وتظل قلوبهم ممتنة وشاكرة لتلك الأيدى الكريمة اللئيمة. وتظن الحكومات أن رفاهية الشعوب والإستجابة لمطالبهم يجعلها تتقلب فى رغد العيش ما يؤدى فى إعتقاد الحكومة أن رفاهية العيش تؤدى إلى رفاهية الفكر والوعى ما يدفعهم للمطالبة بحقوقهم .
ومن الخطط الاستراتيجية التى تستخدمها هذه الحكومات للسيطرة على مواطنيها بطريقة لا يمكن للشعب أن يقاومها ولا يرفضها هى إستراتيجية “التدرج “ومن خلالها يتم التخطيط لتغير شعب فى مدة عشر سنوات يتم فيها تغير الظروف الإجتماعية والإقتصادية حتى يتم السيطرة على الشعوب وكأنهم فى حالة من التنويم المغناطيسى .بدفع المواطن إلى الإعتقاد بأنه المسؤول الأول والأخير عن فشله وسوء حاله بسبب ضعف بصيرته على أن يعيل نفسه حتى لا يقع اللوم على السياسة الإقتصادية للحكومة. فتخرج الحكومة بريئة من أفعالها ويبقى المواطن سجين حزنه وهمه وصريع أفكاره التشاؤمية حتى يؤثر على عقله وجسده وكأنه داخل عراك بين قوتين غير متكافئتين ويظل العراك قائم والضرب لا هواداة فيه ، تنهال اللكمات والضربات فى الجسد المنهك الهزيل بلا رحمة فلا يستطيع محاولة القيام بأى ثورة على سياسات الحكومات لا بالافعال ولا بالكلام فيتولد الشعور فى نفسه أنه المذنب فى مصيره وفشل حياته .
وفى أبحاث حول الثقة بين الدولة والمجتمع اوضح الباحث ” دونيس روسو ” أن منسوب الثقة متناسب مع منسوب الهشاشة الإجتماعية والرأسمال الإجتماعى ففى دول الرفاه الاجتماعى يكون منسوب الثقة عاليا بين مكونات المجتمع وبين المجتمع والدولة والمواطن والحكومة ، اما فى الدولة التى تنخرها الهشاشة الإجتماعية فأن منسوب الثقة يكون ضئيلا إلى منعدمة.
فماذا لو تغيرت إستراتيجيات الحكومات العربية لصالح المواطن ليستعيد الثقة فى الحكومات وبالتالى ثقته بنفسه .
