سيطرة المراة على الرجل هل هى مسؤلية أم ضعف شخصية ..(٣)الخيانة الزوجية

بقلم / أمل الوكيل
ليست كل العلاقات الزوجية تبدأ بالتفاهم وتنتهي بالحب، ففي أحيان كثيرة، تتحول الحياة الزوجية إلى ساحة معارك صامتة، تتبدل فيها الأدوار وتنقلب فيها الموازين، ويكون السبب: الخيانة الزوجية.
عندما تنكسر قدسية العلاقة
الخيانة ليست مجرد نزوة عابرة، بل ضربة تهز كيان المرأة وتكسر حاجز الاحترام الذي قامت عليه العلاقة، وتوجّه طعنة مباشرة لقلبها. ومن هنا، تنبع قوة جديدة في شخصية الزوجة، تنبثق من وجعها لا من ضعفها. يبدأ عهد جديد اسمه الصمت العقابي، وهو أشبه بإضراب نفسي عن المشاعر، يتبعه تصاعد الخلافات، ثم جلسة “قعدة أهل”، فمحاولة ترميم، فـ “رجوع مشروط”.
من التنازلات إلى السيطرة
بعد الرجوع، تتبدل الأدوار تدريجيًا. المرأة، التي ذاقت مرارة الخيانة، تبدأ في التحكم في تفاصيل الحياة اليومية، ليس من باب الانتقام فقط، بل خوفًا من تكرار الجرح ذاته. ويبدأ الرجل في تقديم التنازلات، ليس حبًا في الخضوع، بل محاولة لترضيتها خشية أن “تخرب البيت”.
ومع الوقت، يتأقلم هو على الوضع الجديد، ويجد فيه راحة. فقد رمى الحمل عليها واكتفى بـ”راحة البال”، وبدأت هي في لعب الدور القيادي داخل العلاقة. وهكذا، ينتهي عهد “سي السيد” وتتمرد “أمينة”، وتعلو كلماتها الصادقة:
“كفاية إني استحملت!”
هواية أم انحراف؟
رغم أن الخيانة الزوجية من المحرمات الدينية، إلا أنها أصبحت للأسف هواية عند بعض الرجال. ومن الناحية القانونية، قد تُعد جريمة تستحق العقوبة، لما تسببه من أذى نفسي وتدمير للأسرة، وقد تؤدي في كثير من الأحيان إلى الطلاق أو الانفصال.
المرأة… جهاز مخابرات متنقل!
المرأة المصرية لا تحتاج إلى أجهزة تتبع أو محققين خاصين. فهي ببساطة جهاز مخابرات متنقل! تلتقط التغيرات الصغيرة: إخفاء الهاتف، الصمت المفاجئ، تغير نبرة الحديث، أو حتى نظرة العين. كلها مؤشرات تفضح الخيانة قبل أن يُكشف عنها الستار.
من المسؤول؟
ويبقى السؤال الأزلي:
هل تسلط المرأة بعد الخيانة مسؤولية فرضتها الظروف؟
أم أنه ضعف في شخصية الرجل الذي اختار السلامة بدل المواجهة؟
الواقع أن لكل حالة خصوصيتها، ولكن ما لا خلاف عليه أن الخيانة تُحدث شرخًا عميقًا يصعب إصلاحه، وأن السيطرة ليست دائمًا ناتجة عن رغبة، بل عن خوف ووجع واحتياج للكرامة.