سيناء بين الأمل والخطر
بقلم / محمد ممدوح ابو الفتوح
اذا كنا نريد دحر الارهاب عن سيناء والقضاء عليه تماما فعلينا البدء فورا في تنمية هذا الجزء الغالي من ارض مصر مهما كانت التنمية محفوفة بالمخاطر فبدون تنمية سيناء تنمية حقيقية فورية لن يكون هناك أمن وسوف يرتع الارهاب كما يشاء.
ولتكن شبه جزيرة سيناء وتعميرها من أولويات أجندة الحكومة وفي أسرع وقت ممكن وهنا لا أعني تنمية سيناء وتعميرها بأن أنشئ قري سياحية للأغنياء المرفهين ولا قصورا للأمراء وكبار رجال الدولة ولكن مطلوب مدن صناعية وزراعية وحفر آبار لاستخراج ما بها من خيرات حباها الله بها دون غيرها والبحث عن آثار ثمينة لا تعد ولا تحصي لم تكتشف بعد وفتح مناجم وتشغيل أبناء سيناء وغيرهم من أبناء باقي المحافظات وعمل كثافة سكانية في هذه المنطقة الحساسة والحد من بطالة الشباب وحثهم علي العمل وتحويل صحراء سيناء الواسعة الممتدة الخالية من أي عمران الي سد منيع مزدحم بالسكان والعمران لكي يكون حصنا لنا من أطماع الكيان الصهيوني فان اسرائيل من مصلحتها أن تبقي سيناء خالية من أي عمران كي يسهل عليها دخولها في أي لحظة أرادت فهي لا تزال تحلم بأرض الفيروز ارض الميعاد كما يزعمون وكذلك الجماعات الارهابية تريدها خرابا كي ترتع فيها كالغربان والبوم.
ان صناعة السلام لا تكون بالطرق الدبلوماسية فقط وانما بأن تجعل الحرب بالنسبة لعدوك مكلفة ومستحيلة. ان بقاء سيناء بهذا الشكل وهذه الصحراء الجرداء فانها تعني لأي جيش مهاجم نزهة بالدبابات لا حربًا وهي مغرية للعدو الطامع .فتعمير سيناء له عدة فوائد منها أن تكون الكثافة السكانية حائط السد المنيع وخط دفاع وأيضا حل للتكدس السكاني في العاصمة وحل لمشكلة البطالة ويعتبر قفزة في طريق التصنيع واستثمار الثروة المعدنية وانقاذ أرض سيناء المباركة الخصبة من الأيدي التي تستغلها في زراعة المخدرات وأوكار للارهابيين.
ان الفراعنة القدماء حفروا بايديهم مناجم الذهب والنحاس واستخرجوها من باطن الأرض فكيف يعجز أحفادهم وهم يملكون التكنولوجيا الحديثة التي تساعدهم في الكشف عن كل هذه الثروات.
لقد نجح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في اقامة مشاريع كبري قومية كانت لبنة في بناء هذا البلد ولا تزال مثل السد العالي والحديد والصلب وكثير من المشاريع القومية جعلها هي هدف حياته كما جعل السادات تحرير الارض والعبور هدف حياته فليجعل الرئيس السيسي تعمير سيناء مشروعه القومي العملاق بعد مشروع قناة السويس الجديدة مع تنمية الصعيد .
فبلادنا تواجه كما من المشاكل القديمة المتراكمة علي مر العصور وتحتاج هذه المشكلات الي حلول غير تقليدية فهناك صحراء قاحلة تريد أن تخضر وهناك تكدس سكاني داخل المدن يجب أن يتوسع الي المدن الجديدة وهناك ازمة في الغذاء بسبب ضعف الانتاج والتراخي والكسل وأزمة طاقة بسبب نقص الوقود فلتشمر ساعديك.
ياسيادة الرئيس كما عهدناك دوما ومعك المخلصون من أبناء الوطن وهم كثير ولتنهضوا بهذه البقعة الطاهرة من ارض مصر سيناء مهد الحضارة ومهبط الانبياء ان هذا الوطن يستحق منا الكثير يستحق مكانة تليق به وبحضارته.
محمد ممدوح ابو الفتوح
الأمين العام لحزب الشعب الديمقراطى