سيناريوهات العالم بعد إحتمالية مقتل الصحفى خاشقجي.. والعالم العربي
بقلم الدكتور / محمد النجار
قامت الدنيا ولم تقعد بعد اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي ، بينما الدول العربية كأنها ليست في عالم الأحياء ، وكأنها لا يعنيها ما يجري فيها أو يحيط بها .. فقد انقلب العالم بكل وزاراته الخارجية وفضائياته واجهزة اعلامه بعد احتمالية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطانبول ، وتحركت مجالس العالم التشريعية مثل مجلس العموم البريطاني الذي يضع قائمة باسماء من تفرض عليهم عقوبات اذا ثبت ضلوع السعودية في مقتل خاشقجي ، كما شكل الكونجرس الامريكي ضغطا قويا على الرئيس الامريكي ترامب بغرض المطالبة بإجراء تحقيق دولي تجاه تلك القضية ..
وكلامنا هذا لايعنى اننا لسنا مع السعودية الشقيقة ، بل يعني ان أمرها غاية الاهمية بالنسبة لنا ، لأنها تمثل الحرمين الشريفين الذي انطلقت منهما كل القيم الانسانية والاخلاقية التي تم تصديرها للعالم كله في الحقبة الماضية ، وأصبحت سمعة المسلمين متدنية نتيجة غياب الاجهزة الرسمية والاعلامية وعدم مشاركتها في صنع الحدث الاعلامي العالمي الضخم الذي يخص كافة الدول العربية .
وكأن الشاعر العربي القديم قد تنبأ بحالنا ووصفنا بذلك الوصف الذي وصف به قبيلة تيم :
وَيُقْضى َ الأمْرُ حينَ تَغيبُ تَيْمٌ…………… وَلا يُسْتَأمَرُونَ وَهُمْ شُهُودُ
ان غياب اجهزة الاعلام العربية والاسلامية عن المشهد وعدم حضورها بشكل حقيقي يجعل دول العالم ينظرون الى الدول العربية بنظرة دونية ويلصقون بهم الهمجية والجهل والعنجهية ، وتكون النتائج المدمرة لهذه النظرة زيادة الاحترام العالمي لإسرائيل الصهيونية المحتلة ارض المسلمين وتثبيت اشاعة انها الدول الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط ، وأنه يجب دعمها عسكريا ودوليا حتى تستطيع ان تعيش في هذا الوسط الشرق أوسطي الهمجي الذي لايعرف سوى القتل والدماء .
ليت اجهزة الاعلام العربي الرسمي والخاص يدركون واقع الأمة الحقيقي ويتداركون موقفهم تجاه القضية التي تخصهم جميعا ،ولا يتركون تحديد مصير الامة في أيدى امريكا والغرب يتحكمون فيهم كيفما شاءوا ، ونحن نجلس نشاهدهم في ن تقرير مصيرنا كأنا مشاليل قعود.
يجب علينا أن نواجه الموقف وندافع عن انفسنا ، ونعترف بالخطأ إذا اخطأنا ، ونصلح أنفسنا حتى يعلو شأننا بين الأمم ولانستمر نكابر ونغامر والعالم يضحك علينا ويغزونا بكل كافة اشكال الغزو .