شارع الحمير

بقلم/ محمد الخمَّارى

حينما يكون العيشُ فى الحاضرِ أو التخطيطُ للمستقبلِ يخرجُ من جعبةِ فُتاتِ الأفكارِ فى رؤوسٍ فارغةٍ، حتما ولابد أن تخرجَ أجيالٌ بَلْهاءّ فى صورةِ مجتمعاتٍ ممزقةٍ قلباً وقالباً. وغالباً ما تصبُّ مثلُ هذه الشعوبِ ذى العقليةِ المُشردةِ فى مصلحةِ الحكوماتِ الحاكمةِ. حيث يكونون فى أيدى المسئولين كالشُخْشِيخَةِ تُحركُهم عصا الإعلامِ المأجورِ يبثون فى عقولهم ثقافةَ الاستحمارِ ونزعَ أهليةِ التَصرُّفِ والتدبيرِ. من هنا تَربُو ( تنمو ) غريزةُ  الوحشيةِ النفسيةِ عند أفرادِ المجتمعِ والتمسك بطوق النجاةِ والالتفافِ حول المصالحِ الخاصةِ دون النظر للأخرين  .

ولمَّا كان ترمومتر الولاءِ والبراءِ في المجتمعِ مرهوناً على المنفعةِ الخاصةِ دون العامةِ، أصبح حبُّ الاستحواذِ والطمعِ والجشعِ منهجَ حياةٍ. نرى بيوتاً وبناياتٍ شاهقةً وقصوراً فارهةً فى غايةِ الروعةِ والجمالِ  كادت أن تخطفَ أبصارَنا . وما يُدْمي القلبَ أن تتوسط هذه المبانى الفاخرة شوارع يملأها جبالٌ من القمامةِ والقاذوراتِ والمخلفاتِ.

تصرخُ تلك الشوارعُ بلسان الأنين  وحالٍ مقبورٍ لما وصلت إليه من انتهاكاتٍ مُعْلَنةٍ كأن مالِكِيها تَوَارَوْ تحت الترابِ وورثتها شعوبٌ مغوليةٌ ،تفعل أفعالَ الجرادِ المُنتشرِ تقضى على كلِّ جميلٍ. الويلُ كل الويلِ من هذه  الفصائلِ والجماعاتِ التى تمثلُ المجتمعَ حينما تنتفضُ فى عروقِهم غضبةُ الجهلِ يعاندون الحكوماتِ الحاكمةَ بالقضاءِ على الممتلكاتِ العامةِ و تخريبِ أعمدةِ الإنارةِ، ويهدمون الطرقاتِ ، يحفرون الأسفلتَ والبَزَلْتَ إشباعاً لرغبةِ الانتقامِ من المسئولين كمنْ يَخْمُشون لحومَهم وعظامَهم بأظافرِهم….

أليسَ منكم رجلٌ رشيد ؟؟؟ 

محمد الخمَّارى

كاتب صحفي وخبير استراتيجي

Exit mobile version