شاعر الجندول “على محمود طه”
كتبت:ودادمعروف
حين تغنى عبد الوهاب بهذه القصيدة عام ١٩٣٩ سنحت للشاعر “على محمود طه “شهرة واسعة فى سائر الأقطار العربية ، ولقب من يومها بشاعر الجندول ،
وحكاية هذه القصيدة ،
سافر على محمود طه عام ١٩٣٨ إلى إيطاليا وزار مدينة البندقية وبهر بأجواء فينيسيا ، و قنواتها المنسابة الساحرة ، وقد سبحت فوق مياهها الهادئة ” الجناديل ” فى جو شاعرى ساحر ،
يقول الشاعر ” كانت الشمس الغاربة ترسل أشعتها الأخيرة على صفحات الماء ، و فى حواشى الغمام الأبيض، و قد بدت منائر فينيسيا الرائعة ذات القرميد الأحمر ، و الآجر الوردى ، كأنها سهام من النار مصوبة إلى عدو لما تظهر طلائعه فى الأفق البعيد ،
ثم امتطى على محمود طه الجندول المزدان بالمصابيح الملونة وضفائر الورد ، وهم يمرون فى قنوات المدينة بين قصورها التاريخية و جسورها الرائعة وهم يمرحون و يغنون فى أزيائهم التنكرية البهيجة ،
ولم ينس على محمود طه أن يحدث فتاته فى مصر و النيل و الحضارة العربية ، ومن هنا ولدت قصيدة الجندول من وحى هذا الجو الساحر ، والذى قال فى مطلعها .،
أين من عينى هاتيك المجال ،،،،يا عروس البحر يا حلم الخيال أين عشاقك سمار الليالى،،،،
أين واديك، يا مهد الجمال موكب الغيد و عيد الكرنفال ،،،،
و سرى الجندول فى عرض القنال و تسأله فتاة الجندول عن موطنه ، فيقول قال من أين ؟
وأصغى ، ورنا ،،،، قلت : من مصر ، غريب ههنا قال ان كنت غريبا فأنا ،،،،لم تكن فينيسيا لى موطنا قلت و النشوة ترى فى لسانى ،،،،هاجت الذكرى ، فأين الهرمان ؟
أين وادى السحر مداح المغانى ؟ إين ماء النيل ؟ أين الضفتان ؟