بقلم /الدكتور محمد النجار
قررت تركيا شراء منظومة صواريخ أس400 المتطورة من روسيا ، وهي احدث منظومة صواريخ مضادة للصواريخ مثل صواريخ باتريوت الامريكية، وقد وُصفت منظومة إس-400، اعتبارا من عام 2017، بأنها “واحدة من أفضل أنظمة الدفاع الجوي في العالم.
وكانت امريكا قد سحبت منظومة صواريخ باتريوت عام 2016م ، وطلبت تركيا تثبيت تلك الصواريخ في أراضيها لمواجهة أي خطر أو هجوم عليها إلا أن امريكا لم تستجب لطلب تركيا ، مما حدا بتركيا بالتوجه الى روسيا والاتفاق معها على شراء منظومة صواريخ أس400.
وحاولت الولايات المتحدة منع تركيا من حصولها على منظومة صواريخ اس400 الروسية الصنع، وعندما استمرت تركيا في صفقتها مع روسيا ، زادت التهديدات الامريكية عليها ، وهددتها بعدم تسليمها صفقة طائرات اف35 السابق اتفاق تركيا عليها مع امريكا ، بل أن تركيا تشترك مع امريكا في انتاجها، لكن امريكا لا تحترم تعهداتها مثل مافعلت مع ايران في نقض الاتفاق النووي الذي سبق ابرامه في عهد الرئيس الامريكي اوباما. .
وخرج الرئيس التركي الطيب اردوغان متحدثا علانية بأن تركيا ستستمر في صققة الإس400 رغم تهديدات امريكا وقال : أن تركيا لن ترضخ للتدخل الامريكي في قراراتها ، وأنها ستستكمل الاتفاق وستستلم اول دفعة من منظومة الصواريخ الروسية في شهر يوليو القادم ـ وهذا موقف شجاع يُحتسب للرئيس أردوغان في مواجهة عنجهية واستكبار امريكا التي تبتز دول العالم ولا تحترم سوى القوة والارادات الصلبة في المواقف .
ومعلوم ان تركيا تشترك مع روسيا في انتاج وتطوير منظومة صواريخ الإس 500 وهي الأكثر تطورا من منظومة الإس 400 التي تحاول امريكا منع تركيا من الحصول عليها .
وتحية للرئيس التركي أردوغان على موقفه الشجاع الذي يحترم استقلالية بلاده بغض النظر عن موقفنا سواء نتفق معه او نختلف في سياساته مثله في ذلك مثل رئيس كوريا الشمالية الذي لم يوافق على الشروط الامريكية في تفكيك صواريخه النووية .
علما بأن امريكا سحبت بعض بطاريات صواريخ الباتريوت من البحرين والكويت والاردن في الوقت الذي قد تواجه صواريخ ايران ، وقد فسر بعض المحللين بأن هذا للضغط أكثر على دول الخليج للحصول على مزيد من مليارات الدولارات مقابل حمايتهم ، رغم مئات المليارات التي حصدتها من السعودية والخليج في الفترة القريبة الماضية.
ان الدول التي تفقد ارادتها في استقلالية قراراها فإنها تتنازل عن كرامتها وربما تخسر عروشها واوطانها.