كتب / عمرو عزوز
عبدالرحيم الدمرداش إسم بارز وله تاريخ إلى الآن مازال قائماً بين الناس باسهاماته الخيرية وتفانيه فى خدمة الشعب.
ولد الشيخ عبد الرحيم مصطفى صالح الدِّمرداش باشا في القاهرة عام 1849م ونشأ بها والتحق في صغره بأحد كتاتيبها ثم التحق بالأزهر الشَّريف وتتلمذ على يد عدد من علمائه أمثال الشيخ عبد الرحمن الرافعي الحنفي.
وأُهتم منذ صغره بالمطالعة والقراءة لا سيما في كتب التاريخ والجغرافيا والأدب وصاحب كثيرًا من أكابر العلماء أمثال الإمام محمد عبده والإمام محمد مصطفى المراغي وأخذ التَّصوف عن والده شيخ الطريقة الدِّمرداشية في مصر ثم صار شيخًا لها بعد وفاة والده وهو في العشرينات من عُمره.
وكان الشيخ أحد أهم رجال الأعمال البارزين والاقتصاديين البارعين المُثقفين وأحد الفاعلين في الحركة الوطنية المصرية آنذاك وعضوًا في مجلس شورى القوانين المصري والجمعية العُمومية المصرية.
دعا الشيخ عبد الرحيم باشا الدمرداش عددًا من أعضاء مجلس وزراء مصر إلي بيته في محطة الرمل بالإسكندرية وكان ذلك في شهر أغسطس من عام 1928 وسلَّمهم وثيقة تبرعه والسيدة حرمه والسيدة كريمته قوت القلوب الدمرداش الأديبة الشهيرة بمبلغ 100 ألف جنيه مصري.
تم تخصيص منها أربعين ألفًا لإقامة مستشفى خيري لعلاج غير القادرين مجانًا دون نظرٍ لجنسياتهم ولا دياناتهم على أن يكون باقي المبلغ وقفًا لصيانة المستشفى بعد بنائه وتجهيزه.
وتبرع أيضاً بحديقة قصره التي بلغت مساحتها 15 ألف متر مربع لإقامة المستشفى عليها وقد كان القصر وحديقته في منطقة الدمرداش بالقاهرة شارع الملكة نازلي رمسيس حاليًا.
ثم دُعي الشيخ بعد إنهاء إجراءات تبرعه للتكريم من جهات صحفية وإعلامية كثيرة فرفض طالبًا من الله سُبحانه الجزاء والقبول وفي هذه الفترة أَطلَقت عليه الصحافة المصرية والعالمية لقب رجل الإنسانية فاستحقه عن جدارة.
وفي عام 1950م ومع إنشاء جامعة عين شمس والتي كانت تسمي آنذاك بجامعة إبراهيم باشا أُنشِئت كلية الطب التابعة لها داخل مستشفى الدمرداش لتكون ثالث كلية طب في مصر.