أراء وقراءاتالاسرة والطفل

” شذرات”…ملائكه بلا ذنب… ومجتمع بلا قلب

بقلم/محمد ممدوح ابو الفتوح

كم من إنسان سقط فى الهوة بسبب ظروف لا يد له فيها؟!

وكم من طفل اندثرت طفولته تحت الثرى بسبب ظلم الفقر؟!

وكم من طفلة ضاعت براءتها وتهتكت عذريتها فى الشارع بواقع قسوة البشر؟!

احلام تطايرت فى سماء الظلمات وتساقطت مع المطر لتدهسها الأقدام… احلام تلك الطفلة التى كانت تحلم بدراسة الطب وتطمح بالزواج من طبيب مثلها ، يشتركان فى العمل والبيت والمستقبل الباسم…لكن أين هى الان فى الشارع لا حلم لها سوى كسرة ومثوى لقضاء الليل فيه بعيدا عن مدمنى المخدرات اللاهثين وراء إشباع شهوة .

احلام سافرت بعيدا بلا رجعة ، تركت ذاك الطفل البرىء وحيدا فى الشارع لا يحلم الا بغطاء فى برد قارس يضرب اطرافه نويتوسل للعابرين جنيهات تكفيه أن يتحصل على شىء يأكله وتحت الكبارى يقضى ليله فإما يمر الليل متقلبا بين برودة وركام، وأما يمر غاويا يستغل قلة حيلته وضعفه من أجل ارضاء ميول شاذه.

وصل عدد أطفال الشوارع الى٣ ملايين طفل وطفله مع قابليتهم للازدياد فى ظل الظروف الاقتصاديه التى تعيشها البلاد، واصبحوا أشبه بالسرطان المجتمعى الذى ينضح بكل أشكال الاجرام والانحلال والدعا ره مايفرض علينا فى هذه اللحظه الحرجه أن نضع اصابعها على السبب الرئيسى والضغوط التى وقعت على أولئك الاطفال كى ينزحوا إلى الشوارع محاولين الولوج فى دواخلهم النفسيه التى باتت مرتعا للعنف والقسوة والجريمه والبلطجه.

ان اطفال الشوارع هم نتاج الأسر المفككة، فالخلافات الزوجيه والتمزق وتدنى المستوى الثقافى والتعليمى والاجتماعى والاقتصادى مشروع ولادة طفل شارع.

الكثير من الأسر لاتدرك اساسا أصول تربية الاطفال، ناهيك عن الأسر التى لا تقدر الأبناء ولا تقوم بأحتوائهم ما يحدث نزوحا لهؤلاء الاطفال إلى الشارع، فكل طفل يحتاج إلى من يحتضنه وعندما يفقد ذلك الحضن فى المنزل يلجأ إلى الشارع ظنا منه انه سيجد ملاذه فيه.

بينما يفتح الشارع ذراعيه ويحتضنه، ليرمى به بعد حين إلى الهاويه، فالشارع مرتع العصابات التى تعمل على استغلال هؤلاء الاطفال وتوظيفهم فى السرقه والدعارة وكل ما يخالف القانون.

ان الظروف الصعبه والضاغطه التى يعيشها الطفل سواء فى البيت أو فى الشارع سوف تؤثر عليه سلبيا على الصعيدين النفسى والجسدى. لدرجة ان جهازه العصبى يصبح مدمرا وم يضا  مذبذبا ومهر ولا، وعاجزا عن مواجهة اى نداء اووباء اجتماعى  سواء سرقه أو تحرش أو قتل أو تطرف.

ان اطفال الشوارع نقمه لا شعورية ضد المجتمع خاصة عندما يقوم بمقارنة وضعه باطفال أخرين يملكون حياه مرفهة وكريمة ما يدفعهم إلى الانتقام من ذلك المجتمع الذى لم ينصفه يوما تحت إشراف تلك العصابات، فأطفال الشوارع باتوا كارثه مجتمعية يجب وضع حد لها، فى وقت تعمل فيه بعض الجمعيات الاهليه على استغلال ظروفهم وتتاجر بهم لأجل جمع التبرعات وكسب المال الذى يذهب فى غير مساره الطبيعى .

معسكرات تأهيل

لذلك اطالب بتدخل الحكومه العاجل لان لديهم الادو ات  اللازمه لحل الازمة”لدينا حوالى ٣ملايين طفل شارع من الاناث والذكور حاقدين على المجتمع ويعيشون الاضطهاد والتهميش، لذلك هم قنبله تهدد العمود الفقري للدوله وتنهش فى صميمها”.

على الدوله ان تنشىء معسكرات تأهيل لهؤلاء الذين هم فى اعمار دون ١٨ سنه، وتتركز تلك المعسكرات فى أماكن مثل وادى النطرو ن اوبرج العرب، ويتم فيها تدريبهم على مهن بسيطه، إلى جانب إعادة تأهيل الطفل نفسيا وترميم الجروح  التى تعرض لها نتيجة سوء ظروفه ليخرج بعد حين إلى المجتمع إنسانا سويا ومعافى ونادرا على المساهمه فى بناء المجتمع.

كما لرجال الأزهر دور فى هذا الصدد الذين يعملون على غرس القيم الحميده فيهم ويبعدونهم عن السلوكيات السيئه،  فضلا عن أهمية دور وسائل الإعلام فى طرح وتناول تلك القضيه فبدلا من انشغالهم بالافلام والاسفاف ، عليهم ان يهتموا  بالقضايا المصيريه التى تهدد الدوله .

منظمات المجتمع المدنى”حبر على ورق” 

وحول تعامل منظمات المجتمع المدنى مع اطفال الشوارع فأن، العمل مع اطفال الشوارع يتطلب مهارة وخبرة فالعاملون فى المنظمات على الأغلب لا خبرة لديهم ولا يملكون التدريب الكافى لتوفير الدعم النفسى والعاطفى الذى يحتاجه الاطفال فى التعامل مع سلوكهم الصعب لذلك من الضروري حصول الموظفين على قدر جيد من التدر يب والإعداد ليتمكنوا من تقديم الرعايه اللازمه للأطفال.

كما أن معظم المنظمات لا تملك استراتيجيات إعادة التأهيل واعادة الادماج.

" شذرات"...ملائكه بلا ذنب... ومجتمع بلا قلب 2

محمد ممدوح ابو الفتوح

الأمين العام حزب الشعب الديمقراطىعلى مستوى الجمهوريه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.