شركتنا……. أحكاد .. بقلم : الدكتور حسين ربيع
“دبرنى يا وزير الغفلة …. دبرنى يا “فتيحة”
الإدارة كلها والشركة الضخمة اللى تعبت أجيال فى تكوينها على وشك الانهيار …… مش عارف هو انا كنت “اطسيت” فى نافوخى لما سمعت كلام المعلم سطوحى …… انا بالكاد رجعت لمكانتى فى المجلس ……. مش كفاية ان كل مطاعم الشركة وفروعها أخذت اغلاق صحى….. ولايوجد اى مطعم شغال….. والعمال عواطلية …. والصحة مش سايبانا فى حالنا !!!!!….. والأخلاق بقت فى الأرض….. هو ايه؟!!! ؟!مفيش حنية؟!! مفيش انسانية؟!!!!!!!
“فتيحة” سبللي عنيه المعمصة وسحب نفس من الجوزة المحشية بصنف مهبب مثل ذوقه الى زى وشه من صنف ” صفية العمرى”….. وقاعد يلعب فى صابع رجله اللى بازز من خرم الشراب ……. وقاللى بخنفته المعهودة: تاهت ونقيناها يا معنمى….. تاااااهت ونقيناها…… انت بس نادى على المساهمين واحد واحد يامعنمى ….. وسحب النفس اللى بعده وريحة الصنف معبية المكان…. ونفخه فى وشى….. آه والله فى وشى … وانا مستحمله طبعا…. غصب عن عين عينى …..
ان كان عندك لفتيحة حاجة…. قوله يامعنمى!!!!!
رجع يتفتف ويقولى ….. وانا مستحمله طبعا….يامعنمى…. تجيبهم للشورى والمشورة…. زى ماقان المعنم سطوحى بالظبط ….. وللتصويت كمان زى ماقان بالظبط …. يدوقوا “المسقعة” زى ماقان بالضبط….. ويقولوا رأيهم وطلباتهم….. زى ما قان بالضبط …… وننفذ كلامهم زى ما قان …. ايه ؟؟؟؟؟…قلتها انا …بالضبط
أيون…. شاطر يامعنمى
مسقعة ايه ياحمار ؟… ياوزير الغفلة….. انت عارف ان مفيش باذنجان على وش الارض……وان مستقبل استمرارى فى الشركة مرهون بقدرتى على صنع “المسقعة” زى ماحكم سطوحى …… ومعلومة ان مفيش باذنجان على وش الارض….دى معلومة خطيرة لا يعلمها المتلفسفين والمنظرين من صعاليك المساهمين ….. وفى نفس الوقت لن اخبرهم بالمعلومة دى ….. بتوع الواد “أبوجلمبو” اللى طلعناه عريان من الشركة … ممكن يرجعونا بره مجلس الاداره….. ويغيروا منتج الشركة …… تخيل ياحمار ….. بعد تعب السنين …. يغيروا المنتج…… مش بعيد نشتغل فى الهمبورجر….. زى الفاشل أبو جلمبو ….. فاهم ياحمار؟!!!
فاهم يامعنمى…. قالها والمكر فى عنيه….. وبكل ثقة… …… امال انا قاعد أعبى الأوضه من الصنف ليه؟!!! هأو…وكمان هأو.. احنا مابننعبش يامعنمى….. قام من مكانه ….ومد ذراعيه وقعد يهز كرشة يترقص قدامه ….. وفتح الشوال اللى كله زبط وطلع الخيار الكبير الضخم المعفن….. وقطعه طرنشات ورماه فى الزيت من غير غسيل ….. والله العظيم من غير غسيل…. وبص لى بكل مكر….. يامعنمى السر كله من غير غسين …. والصنف اللى معبى المكان….. بيخلى الكل منتشى….وقعد يدندن:
من غير غسين من غير غسين…… وكمان يهز كرشه المتدلى يمينا ويسارا…وهو بيدندن….من غير غسين …. من غير غسين
وبعد القلى…. راح مستف الخيار المقلى ….. وحشى الصينية عشرين قرن فلفل أحمر سودانى من بتاع بلده….. ورزعها نص علبة الملح…. وقاللى…… احنا جاهزين… نادى عليهم يامعنمى …. كل واحد لوحده …. وده اسمه ايه ؟!!!… مشورة بالتمرير….. ايه يامعنمى؟ ….. رديت عليه وانا فاهمه طبعا دى لعبتى من ساعة الصحة ماقفلت كل فروع ومطاعم الشركة…… التمرير ياحمار.
مش مصدق …. الموضوع ماشى زى الحلاوة…. دخلوا المساهمين واحد واحد….. وكل واحد تذوق من الصينية ….. اللى اشتكى من الشطة …. واللى اشتكى من الملح الزيادة…… واللى اشتكى من الزيت القديم …. واللى اشتكى من الطين على وش الصينية…. ونصفهم تقريبا اشتكى من الرمال اللى فى الصينية …….. المهم كلهم شكرونى على مجهودى واصرارى على استكمال منتج الشركة!!!!
طبعا الواد فتيحه بطل يلعب فى صباع رجله…. وحشر صباعه فى انفه كأنه ترقى بعد هذا الانجاز ويقول: شفت يامعنمى … طول ما “فتيحه معاك…اوعى تشيل الهم وياك
لا انكر سعادتى من داخلى على هذا الانجاز الذى لولا اصرارى وحكمتى وحسن اختيارى للواد الحمار المكار….. “فتيحة”…. واستكمالى لمسار الشركة ومطاعمها وفروعها…. ووقوفها امام المنافسين والاعداء والخصوم ….. وايمانى بحاجة الناس لمنتج الشركة من صينية المسقعة…… وبحمد الله كنا…… وبحمد الله نسير على خطى الجميع ….. و لسوف ….. وانه …. ويكأن….. تنبهت فجأة انى اخطب فى المراية المتسخة …. كانى أيام زمان …. قدام شعب الجبانة وهم جالسون على الأرض كأن على رؤوسهم الطير…… يقول عليا ايه “فتيحة” دلوقت؟ قاعد اخطب فى المرايا؟!!!!
بادرته بالسؤال على طول…..تخيل ياواد يا فتيحة ….. القلة المندسة المشاغبة … اكيد من بتوع ابوجلمبو……. كان بيقولوا ان دى مش صينية “مسقعة”….. وانها صينية “خيار مقلى”!!!! تخيل ….؟!!!
الواد رجع يسحب فى الجوزة وريحتة الزفرة بتشع
فى أنفى….. وهو بيمد رجله ويقول كانه حكيم زمانه : أحكاد يامعنمى…… أحكاد.