شركتنا….. أولاد حارتنا.. بقلم : الدكتور حسين ربيع

لا اخفى اعجابى بالواد “عرفة” منذ أن ظهر فى حارتنا وأزاح من امامى شبح الشيخوخة…. ربما كان بسبب اسمه الذى حفره الشيخ محفوظ فى عقلى من زمن طويل ….. او بسبب وعوده البراقة لتطوير “المسمط” الذى هو كل ما أملك بعد اختفاء زوجى الحاج شلبى الذى لم أهنأ بزواجه غير شهر واحد يتيم وانا فى الخمسين….. أو بصراحة تلميحاته الجريئة المتتالية عن ولعه بتقاطيعى المكتنزة وبكائهالمؤثر على حالى اللى مثل البيت الوقف وعن قدرته لبث الحنان فى وحدتى ومعاونتى فى ادارة “المسمط”.بصراحة لم أتردد وانا أعطيه التوكيل ….. وأستجم فى أجازة طويلة مع أهلى فى بورسعيد… واحلم ان “المسمط” يتلألأ وسط الحارة بالسيراميك والموزايكو… خصوصا كانت مشاكله كثيرة قوى مع كل الموردين والصنايعية والجيران والسكان …. حتى مع بتوع الحكومة لم أسلم من تحرشهم…..”عرفة” كان بيطمنى دايما ان كل المشاكل اتحلت ….. وفعلا لم اعد اتلقى اى رسائل غضب وتهديد ووعيد كما تعودت!!!
رجعت… وياريتنى مارجعت … المسمط على الحديدة!!!!!..وقعت الملاية الملفوفة على جسمى وكشفت وجهى ….. لطمت وسألت الواد “عرفة” … ايه اللى حصل؟…. جاوبنى بكل استخفاف….. الزير اللى قدام “المسمط” شاله الواد عثمان السقا ….. وبابور الجاز لهفه الخواجة “خرالامبو” الارمنلى ….. والكراسى والترابيزات رهنتهم عند الساعاتى “كورشيه”…. والصنايعية اتهدمت شقتهم فى الخرابة اللى ورانا لبناء عمارة ضخمة انا شريك فيها……. والمسلخ اللى كنا بناخد منه لحمة الراس بتراب الفلوس …. اتخانقت مع ابنه وطلبت له الشرطة العسكرية لانه هربان من التجنيد !!
نظرت حولى …. لقيت اللى يسوى و”مايسواش” بيتغامز وشمتان …… والبت سوسة اللى تتشك فى لسانها بتدلع وتتمايص كعادتها وتقول …..
“حبيبة قلبى …. الست “بصيرة” صاحبة المسمط…. جوزها اختفى …. والمسمط اتخرب …. وهى…. اتنقطت …..ياعنية”