أراء وقراءات

شركتنا …… لاتموت.. بقلم : الدكتور حسين ربيع

صورة تعبيرية

هيصة وزمبليطة …. خناقة وفزاعة …. خير يارب … يدوبك غفلت شوية وأنا قاعد…… ألاقى الدنيا قامت فى المطعم والكل متجمع حوالين “الحمام” …. يحمدوا ربنا ده الحمام الوحيد اللى ضمناه وضع يد من “مسقط” العمارة   …. ايه الحكاية بس … احنا بقالنا شهور بحمام واحد من بعد ما باقى فروع مطاعم المسقعة ما اتشمعت بالشمع الأحمر من بلطجية الصحة …. الأمور على طول متنظمة ومترستقة ومفيش مشاكل …. الدخول بترتيب ونظام ولم يحدث أى زحام  …… وعملنا “لائحة” مخصوص للموضوع ده ..

دفست نفسى وسط الزحمة ووصلت بالعافية لباب الحمام وصرخت فيهم ايه الحكاية؟؟!!!! …. مالكوش كبير ولا ايه ؟ٍ!! ….. بصيت لقيت الواد لماضة طالع لى من تحت الأرض وبيقولى ان الواد الحمار فتيحة دخل الحمام ورافض يخرج ودخلوا عليه لقوا كرشه منفوخ على الآخر ….قاموا حاولوا  يشدوه بره اتحشر منهم فى الباب وقاعد يضحك ويطلع لسانه وفرحان ومش عايز يطلع ….. وقال ايه هم ناويين يكسروا الحمام عليه !!….. ماكدبتش خبر …. ان كان لك عند لماضة حاجة … قوله ياسيدى …. بلفتهم بكلمتين وطلبت منهم مهلة أشوف الوضع وأن ثقتهم فينا انا وفتيحة لاممكن تتهز فى لحظة !! هريدى عمل الهارمونى التمام معايا ودويتو محصلش …. وقالها بصوت عالى “عداك العيب يامعلمى….. عداك العيب” ……..

انفضت الزحمة شوية وشميت نفسى وناديت فتيحة من ورا الباب….. انت فين يازفت مالك اتنفخت ليه ….. الواد فتيحة كان مزقطط على الآخر وقاعد يحكي لى همومه وصعب عليا بصراحة….. من شهور وهو بيقلى فى الخيار فى المطبخ لوحده أحسن  صبيان أبو جلمبو يهرشوا الملعوب …..الرطوبة عالية والجو خانق وهدومه كلها متزيتة وجلده بقى خشن قوى وقاعد يهرش ظهره طول الوقت بالكبشة والمغرفة.

بصراحة الدمعة فرت من عينى وشعرت بالذنب …… تضحيات فتيحة من أجل استمرار الشركة  مفيش حد حاسس بيها ولا حاطيين فى عنيهم حصوة ملح ….الواد فرحان من قلبه وواقف بيبلبط تحت الدش ويغنى

” دوخينى يالمونة …. يالمونة دوخينى” ….

. سألته عن نفخته وكرشه اللى كبر ومنعه من الخروج للحمام ….. لقيت الواد العبقرى كان واخد صنيتين خيار مقلى …. آسف باذنجان معدل مقلى ونص دستة قزايز ميه معاه فى الحمام وقاعد يزغط نفسه الى أن انتفخ واستحال خروجه من باب الحمام….. ملعوب بن حرام فعلاً …… المهم ماكدبتش خبر ….. ووقفت على الكرسى العالى بتاعى فى الاستقبال جنب التليفون بتاعى ….. وناديت وشرحت ان فتيحة لم يخالف اللائحة التى وضعت خطة طوارىء فى حالة تعذر استخدام الحمام …… المغرضين القلة قعدوا يبرطموا وقال ايه معقول شخص واحد يقفل الحمام ….. قعدت اشرحلهم اللائحة من جديد …. وان فتيحة لم يخالفها ….وان الحمام مش كل حاجة فى الدنيا ….. كأنى بكلم نفسى ….. لماضة بشحمه ولحمه قاعد يتفلسف تانى …. قال ايه…. اللائحة معمولة عشان تخدمنا مش تحكمنا !!!….. أمال فتيحة بيعمل ايه …. ماهو دايماً بيخدمنا !!!…… لغط كتير وفلسفة وكلام بايخ وماسخ ….وهتاف ورا بعضه: بره بره بره

صرخت تانى وقلت لهم عيب …. دى مش اخلاقنا….. . ماشاء الله الكل اتصرف بحكمة وتقدير موقف على مستوى عالى ….. مجموعة راحت الخرابة اللى ورانا واتصرفت ….. وشوية منهم استخدموا الميضة اللى فى المسجد اللى قصادنا ….. والباقى اتمشوا لحد “المبولة” أم باب حديد ….. ناديت على هريدى وطلبت منه تحقيق فورا مع لماضة وشلته لمحاولتهم النيل من اللائحة وتشويشهم على فتيحة ….

اذ حاولوا قطع بولته … وفض عزلته …. والتحريض على خلوته !!!….

بعد شوية لقيت لماضة جاى وبيستعبط ويتفسلف تانى ……. عايز ايه ياسى زيفت !!! على فكرة لماضة فاكرنى كروديا ولا كروديا ….. شكله فاكرنى كروديا ….. عايز يحل محل فتيحة ويدخل المطبخ يشغل القلاية …. طبعا رفضت ….. لايمكن أبداً أوافق ….. ده دور فتيحة ووظيفته ….. ومين قال ان هناك مساهم مؤهل انه يحل محله !!! بكره فتيحه يطلع من الحمام وتتفك الأزمة ….. ويرجع مكانه الطبيعى.

فجأة سمعت صوت فتيحة وهوقاعد يستفرغ فى الحمام ياعينى …… بكيت وأنا خايف عليه لما عرفت ان الاسهال شغال على الآخر …. ياكبدى وقهرتى عليك يافتيحة …… من فوق ومن تحت !!! …..اتحسرت  وأنا شايف فتيحة بعد ساعة خارج من الحمام خاسس النص ….حسدوك الحاكدين عليك ….. خيبتى أحسن تموت …. لكن هريدى  المحقق القانونى العبقرى …. لقيته بيطمنى ويقول لى

ماتخفش يامعلم …. فتيحة رمز ……

“فتيحة فكرة …… والفكرة لاتموت”

د. حسين ربيع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.