شهادات حية على الواسطة والمحسوبية والظلم في مستشفى 57357
12 يوليو، 2018
0
كتبت أمل الوكيل
الشهادة الأولى من الكاتب الروائي والدكتور أحمد السعيد مراد
بنت ابن عمي كان عندها لوكيميا ومتوفر فيها كل شروط الحجز بالمستشفي واتأجل حجزها لشهور، مع إن الحالة لا تتحمل الحجز وبمجرد تدخل أحد الضباط تم حجزها في نفس اليوم وبدأت العلاج وانكتب لها عمر جديد بقدر الله
الشهادة الثانية من الكاتب الروائي والصحفي أحمد عطا الله
كان لي تجربة شخصية سيئة مع ٥٧، منذ ٦ سنوات تقريبا، ظللت اذهب فيها تقريبا يوميا للمستشفي لمدة شهرين حتي فارقت طفلة صديقي الحياة، وكتبت بوست علي الفيس بعدها بشهور لترددي إنه قد يتأذي منه الأطفال المستفيدين، وربما أكون مسحته بعدها فلم يذكرني به مارك، بالمستشفي مشاكل كبيرة تستحق كشفها، وبرغم الحدة التي يتبعها الاستاذ وحيد حامد في كتاباته، فهي الوحيدة التي أتت بنتيجة فعلية.. لن أنسي حين كتب علي ملف الطفلة كلمة (عاجل جدا)، والتي كانت تعني: (اركنوه شوية)! لن انسي وجه الرجل الأسواني الذي جلس يبكي خارج المستشفي بعد أن أخرجه الأمن وابنه المريض لعدم وجود متبرع بالدم، حتي أنقذته العناية الإلهية بعد أن تبرع باسم ابنه أتوبيس جامعة خاصة، تضامن طلابه مع الحالة، ولن أنسى الحوار الذي دار بيني وبين أحد أطباء المستشفي ولا جملته حين اكتشفت حقيقة الـ “عاجل جدا”، عاير الطبيب صديقي بأن إبنته ستعالج بالمجان، وقال وقتها: أنتم مبتدفعوش فلوس، واحنا نشتغل زي ما احنا عايزين، ولو مش عاجبك تقدر تاخد بنتك وتوديها أي مستشفي تاني، وادفع”! حتي الآن أرى في عيون صديقي ما يؤنبني علي عدم سماع كلامه والاستعانة بالواسطة، فماتت إبنته بسبب التأجيل، ولأن الواسطة ضرورية في الدخول. حتي لو كان ما يفعله وحيد حامد بدافع شخصي، فهو ضروري لإظهار الحق في النهاية، ولتطهير الخير من العفن الذي يسكنه.
الشهادة الثالثة للكاتبة الصحفية رشا عمار
جمعتني بالدكتور شريف أبوالنجا عدة وقائع، بعضها في لقاءات مباشرة أثناء مناسبات عامة، وأكثرها كان محادثات هاتفية بحكم عملي الصحفي، تواصلت معه للمرة الأولي منذ حوالي عام ونصف العام، بعد استغاثة من أسرة فقيرة جدا جاءت من محافظة الشرقية معلقة الآمال علي صرح 57357 الذي يملأ الدنيا ضجيجًا عن الخير والأمل والإنسانية، ففوجئت بمعاملة قاسية من رجال أبوالنجا الذين رفضوا دخول الطفل المريض بسرطان الدم بحجة عدم وجود أسرَّة. أتذكر جيدًا صوت الأم التي كانت في حال انهيار تامة، وطلبت مني، أن اتحدث إلى أحد المسئولين بالمستشفى للسماح للطفل المريض بالدخول، وبالفعل طلبت الدكتور شريف أبوالنجا وكانت المرة الأولى التي أتحدث معه، والحقيقة كانت صدمة كبيرة جدًا بالنسبة لي، لم يسمح لي باستكمال شرح حالة الأسرة أو الطفل، وبدأ في نوبة صراخ وتهليل لم أصدقها، صدمتني الألفاظ التي تلفظ بها في حق المريض وأسرته، وقال إنه لا يعترف بالصحافة ولا بالوساطة وإن المريض يذهب لمستشفى آخر، وأنه لو خرج ووجد الأسرة سوف «يضربهم بالحذاء لأنهم اشتكوا للصحافة»، وأن محاولتي تلك تعد جريمة، حاولت أوضح له الأسباب لكنه بدأ في وصلة سباب لم أتحملها فأغلقت الهاتف. جلست لدقائق والهاتف لا يكف عن الرنين، أسرة الطفل متلهفة لسماع أي خبر، بعد تفكير تواصلت مع أحد الأصدقاء من نواب مجلس الشعب، وطلبت منه التدخل سواء لدي 57 أو أي مستشفى آخر لعلاج الطفل، وكانت صدمتي الكبرى أنني فوجئت بأبوالنجا يتصل بي بعدها بحوالي 10 دقائق، وهو يعاتبني أشد العتاب قائلًا: “مش كنتي تقولي إن الحالة تبع سعادة النائب”!.
الشهادة الرابعة.. للكاتب الصحفي أسامة داوود
هل تعلمون أن مستشفى 57357 طرد طفل مصاب بالسرطان بدعوى ضعف فرص علاجه من المرض، قبل أن يستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبعد لقاء الرئيس للطفل في الاتحادية، طلب من المستشفى علاج الطفل على حسابه، وبالفعل تخطى الطفل مراحل الخطر وتماثل للشفاء تماما بعكس كلام المستشفى؟!! والسؤال الآن: ماذا كان مصير الطفل لو لم يتدخل رئيس الجمهورية؟ وما هو مصير باقى الأطفال الذين يتم طردهم من المستشفى بدون علاج وليس لهم صوت يوصلهم للرئيس؟!.. المستشفى تصدر قرارات بإعدام الأطفال مرضى السرطان.
والآن، وبعد عرض تلك الشهادات نكرر: مش مطلوب نهد صرح 57 لكن مطلوب إن أي حنفية فساد أو تسيب أو مجاملات تتقفل.. حتى لو هيتم تغيير الإدارة بالكامل.. لكن يبقى المكان نفسه في النهاية ملك لكل طفل مريض نسأل الله له الشفاء العاجل، ولأهله الثبات والطمأنينة والصبر…