شيخ الأزهر يؤكد على سماحة الإسلام فى محاضرته بسنغافورة
كتب احمد حجازى
ألقى فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين أمس المحاضرة السنوية للمجلس الإسلامي في سنغافورة، والتي جاءت تحت عنوان “الدين كعامل للوحدة”، وذلك في إطار زيارة فضيلته الحالية إلى جمهورية سنغافورة، وضمن احتفال المجلس الإسلامي السنغافوري بمرور 50 عاما على تأسيسه.
أدار المحاضرة د. محمد مالكي عثمان، كبير وزراء الدولة لشئون الخارجية والدفاع، الوزير المرافق لفضيلة الإمام الاكبر، بحضور وزير التربية والتعليم “أونج يي كونج”، ووزير الاتصالات السابق “د.يعقوب إبراهيم”، والدكتور محمد فتريش، مفتي جمهورية سنغافورة، وحاج عبد الرزاق مايكار، مدير المركز الإسلامي في سنغافورة.
وشدد الإمام الأكبر، في بداية المحاضرة، على أن زيارته لسنغافورة “ليس المقصودُ بها زيارة المسلمين فقط؛ بل هي زيارةٌ لشعبِ سنغافورة “مسلمين وغير مسلمين”، من أجلِ تدعيمِ وَحدَتِهم العظيمة، وعَيشِهم المشتَرَكِ، وتقديمهم نموذَجًا رائعًا للأخوَّة في الوَطَن وفي الإنسانيَّةِ، والعملِ يدًا واحدةً من أجلِ مُجتمَعٍ راقٍ مُتقدِّمٍ وقويٍّ”.
وأشار الإمام الأكبر إلى أن القرآن يقرر اختلاف الناس في الاعتقادات وفي الأفكار والمشاعر والسلوك، وأن هذا الاختلاف سنة إلهية، وأنه باق فيهم إلى يوم القيامة.. كما أن القرآن كلف للإنسان حرية الاعتقاد أيا كان نوع هذه العقيدة، وأيا كان قُربها أو بعدها من الدين الإلهي الصحيح، والقرآن، كذلك، يقرر أن علاقة الناس في إطار حق الاختلاف هي علاقة التعارف والسلم والتعاون والتكامل.
واعتبر فضيلته أنه من الجهل الفاضح بالإسلام والقرآن أن يُقال إن علاقة المسلم بغير المسلم أو بالكافر هي علاقة الدم، حيث لم يُسَجِّل التاريخ حالة واحدة دخل فيها المسلمون بلدًا وخيَّروا أهلها بين الدخول في الإسلام أو القتل أو التهجير القسري من البلاد، مشددا على أن الإسلام دين السلام ليس بين المسلمين فقط، بل بين المسلمين وغير المسلمين، وعلى المسلم الذي يقتدي بنبيه أن يكون مصدر رحمة لنفسه وللمسلمين وللناس أجمعين.