صاحب فكره اللهجه النوبيه فى حرب اكتوبر ….احمد إدريس….من هو؟

متابعة /هاني حسبو.
لايمكن ان تهل علينا ذكرى الانتصار ولا نذكر فضل هذا الرجل – رحمه الله- .
– لم يكن قائدا ولا ضابطا ولكنه كان مصريا أصيلا يريد الثأر لأهله وبلده فكان مفتاح من مفاتيح هذا النصر العظيم .
– هو أحد بسطاء المصريين، ولد عام 1937، وبدأ تعليمه الابتدائى فى إحدى المدارس الازهرية بمركز إسنا فى الصعيد، واستكمله فى القاهرة عام 1952. ثم تطوع للالتحاق بالقوات المسلحة عام 1954، وعمل فى قوات حرس الحدود، وشارك فى حروب مصر 1956، و1967، وحرب الاستنزاف، و1973. واستقر به المقام مع أسرته فى منطقة كينج ماريوت بالإسكندرية، وقضى وقته فى صُنع الأشغال اليدوية النوبية.
– إنه المصري الأصيل ” أحمد إدريس ”
الجيش المصري في أشهر ما قبل حرب أكتوبر كان يدرس الإمكانات والبدائل المتاحة لإبلاغ الأوامر والتعليمات، وتبادل المعلومات والإخباريات بين القيادات والضباط. ولأن الحرب خدعة، فإن الشفرات المعروفة تظل عرضة للاختراق وفك الأكواد، لأن أول ما يفكر فيه العدو هو التلصص على رسائل الخصم والتعرف إلى ما يدور في دهاليز صنّاع القرار
– قادت الصدفة هذا الصول النوبى إلى مناقشة بين ضباط حول معضلة الوصول إلى شفرة للتواصل يصعب فكها من قبل العدو، إضافة إلى اجتماع عسكري عام 1971 عن معضلة الشفرة!
– المعضلة حلها بكلمتين مصحوبتين بضحكة بريئة، قالهما لقائده: “اللغة النوبية”. ”
– قال له : اللغة النوبية هي الحل. تكون هي لغة الإرسال، يحاول العدو فك شفرتها، يجد نفسه أمام لغة بلا أبجدية موثقة”.
– على الفور قائده أبلغ الفكرة لقادته الذين قالوا: “هاتوا الصول ده”.
– شرح الجندي أحمد إدريس الفكرة أمام القادة، الذين أبلغوها بدورهم إلى الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذى أمر بالتكتم الفوري على الفكرة، وعدم التفوه بكلمة عنها وإلا تعرض الجميع للعقاب الشديد.
-مرت ساعات قليلة قبل أن يجد نفسه وجها لوجه أمام الرئيس الراحل فى مكتبه .
– الرئيس الراحل ظل يتحدث معه مدة 45 دقيقة عن أحواله، وإن كان متزوجاً وأطفاله وتعليمهم، وكيف يعيشون، وماذا يقول الناس في الشارع، وفجأة سأل: إيه حكاية اللغة النوبية؟
-ما إن انتهى الصول إدريس من شرح فكرته حتى غرق الرئيس الراحل السادات في موجة ضحك هستيرية ألقت الرعب فى قلب الجندي الشاب الذي انتفض واقفاً وسأل الرئيس: أنا قلت حاجة وحشة يا ريس؟ فرد الرئيس: “لا! لكنى أضحك لسبب في نفس يعقوب”.!
– ثم تبسم وقال: فكرتك ممتازة، لكن كيف ننفذها؟،
– فقال له: لابد من جنود
يتحدثون النوبية وهؤلاء موجودون في النوبة وعليه أن يستعين بأبناء النوبة القديمة وليس بنوبيي 1964″.
وتابع: “هم الذين نزحوا بعد البدء في بناء السد العالي لأنهم لا يجيدون اللغة”، مضيفًا: “هم متوفرون بقوات حرس الحدود”، فابتسم السادات وقال: “بالفعل فقد كنت قائد إشارة بقوات حرس الحدود وأعرف أنهم كانوا جنودا بهذا السلاح”.
وفي خلال أيام معدودة، تم جمع 344 جندياً مصرياً نوبياً على دراية تامة باللغة النوبية، وأصبحت كلمة السر في شفرة الحرب وما قبلها وما بعدها. اللغة غير الموثقة كتابة والمنقولة من جيل إلى جيل شفاهياً، تم اعتمادها سراً للشفرة الجيش المصري في حربه الجاري التخطيط لها آنذاك.
– وكانت هذه المرة الأولى التى يلجأ جيش نظامي، له عتاده وعدته، وأنظمة الشفرة المعقدة والمتطورة، إلى لغة اعتمدت عبر مئات السنين على النقل والتواتر الشفهيين، بمعنى آخر لا توجد سجلات لها تمكن أحدهم من اللجوء إليها، ودرسها وفهم أبجديتها وترجمتها.
————–
وبسرعة شديدة وحنكة بالغة، تم تدريب 344 جندياً نوبياً، وجميعهم “ضباط صف” على أجهزة اللاسلكي الصغيرة.
– بعد التدريب على الأجهزة، إضافة إلى تحديد الكلمات النوبية التي سيتم إطلاقها على الدبابات والجنود والمدرعات والأوضاع كلها بشكل عام، كان الجنود يسبحون في القناة ليلاً، وكل منهم يرتدي على رأسه نصف ثمرة بطيخ مفرغة، حتى اكتسبوا اسم “البطيخ العائم”
– كان مكان الإقامة النهارية صهاريج المياه التي تتجمع فيها مياه الأمطار التي تهطل في فصل الشتاء. ومهمة الجنود وقتها كانت جمع المعلومات الخاصة بأعداد الجنود الإسرائيليين ومعداتهم العسكرية وأعدادها التقديرية، فمثلاً المدرعة تتسع لعدد معين من الأشخاص، ويوجد 20 مدرعة، مما يعني أن العدد المقدر للأفراد كذا، وهلم جرا.
ثم يأتي دور النشاط الليلي لإرسال المعلومات. هنا يوجد 20 “أولوم” أي تمساح باللغة النوبية والمقصود بها دبابة، و30 “أسلانغي” أي ثعبان، ومعناها عربة مجنزرة، وهكذا. أما التعيينات من طعام وشراب، فكان يمدهم بها بدو سيناء. وظلت الأمور هكذا من عام 1971 حتى يوم الخامس من أكتوبر عام 1973.
مختارة من مواقع التواصل الاجتماعي.