بقلم /عزه السيد
إستيقظ صباحا متأخراً فأسرع يرتدي ملابسه إستعداداً للذهاب لعمله وكان يأمل أن يلحق بسيارة العمل التي كان يستقلها يومياً حتى لا يعاني زحمة المواصلات في هذا الوقت
نزل إلى الشارع مسرعاً وأثناء سيره شاهدها إمرأة في الستينيات تحمل على رأسها وعاء كبيراً مليئ بالجبن وفي يديها تحمل ميزان وتمشي وكأنها تحمل الدنيا فوق رأسها، فكر للحظه هل يستمر في طريقه أم يفعل ما نوى عليه، ولم يستغرقه الأمر لحظات ذهب إليها وسألها :انتي رايحه فين يا حاجه؟
نظرت إليه نظرات أمله وقالت: رايحه السوق يابني ابيع شوية الجبنه دول ولازم اروح بدري علشان الحق مكان احط فيه حاجتي
فقال لها :هاتي ما تحمليه سأذهب معكي
وبسرعه حمل ما معها وغير طريقه إلى اتجاه السوق وهو عكس طريقه وسار معها يجاري خطواتها، ووصلا إلى السوق وساعدها في وضع بضاعتها وعندما هم بالإنصراف أمسكت يده وعيناها تلمع من دموع العرفان وقالت ربنا يباركلك في صحتك ويكفيك شر ولاد الحرام، شكرها وتمنى لها يومآ طيباً وتركها وانصرف ليذهب إلى عمله وبالطبع فاتته سيارة العمل فاستقل سيارة أجره ووصل إلى العمل متأخرا وعندما قابله رئيسه في العمل عنفه على تأخره بكلمات شديدة الغضب ولكنه لم يهتم بل لم يستمع إلى هذا التأنيب فكل ما كان يرن في أذنيه كلمات المرأة العجوز الشاكرة وكل ما يراه عينيها الدامعتين شكر وعرفان