شئون عربيةفلسطين

صحفية فلسطينية تبحث عن جثمان زوجها الشهيد…..ما القصة ؟

متابعة/هاني حسبو.

‏الصحفية أسماء الصانع تكتب كيف تبحث عن جثمان زوجها وأخيها:

 

– أعلم أن هناك ضمائر حية وبشرٌ ما زالت إنسانيتهم وأخلاقهم حاضرة يرفضون الظلم والقهر في هذا العالم ..

 

– لكم تجربتي المريرة التي أخوضها هذا المساء ..

أنا أسماء الصانع زوجة الشهيد البطل أحد أبطال العبور في السابع من أكتوبر سلامة العروقي أبو يحيى.

 

– أبحث الآن بين صور الجثث الموجودة في مستشفى ناصر عبر رابط على الانترنت، على صاحب هذه الابتسامة الملائكية صاحب الوجه الجميل زوجي الشهيد أبو يحيى ..

 

– سأكرر: يبدو الأمر غير مألوف أبداً ؛ أفتش الآن بعيون شاخصة وأصابع باردة مرتجفة بين كم من الصور لبقايا جثث شهداء عظماء، وجوه بالكاد تظهر ملامحها، أسنان ، أيادي، ملابس ، أقدامٌ لحمها مفصول عن عظمها، أبحث عن اي شئ يخصني من بين مقبرة الصور والجثث .

 

– ادقق النظر مرة ومرتين وثلاثة وانا أتحسس أيادي الشهداء أقدامهم بطونهم بناطيلهم حتى أحذيتهم، أكرر النظر حتى يغيب عقلي عن الوعي لهول ما أرى وما أشعر .. ثم أعاود البحث؛ ثمّة روح تناديني وتبحث عني أيضا.

 

– توقفت عند صورة وجه جميل نائم كالملاك لم يكن زوجي لكنه شخص يبدو مألوف وملامحه واضحة، قلت لنفسي ستعرفه أمه أو زوجته من نومته، لا أدري ثم ماذا بعد معرفته!

 

– ثم رأيت حذاء، تأملته كثيرا يشبه أحد الأحذية التي يرتديها أبو يحيى، لكن شيئا بداخلي قال لي هذا لا يكفي، مررت على صورة أخرى وقلبي بات أشلاء بين صور الجثث، كنت أعلم أنني أفقد أشياء مني، أموت جدا، لكنني أود ان استمر ليست بطولة إنما كلي يجبرني على ذلك!

 

– أعلم أن هناك لطف خفي وأن رحمة الله تحاوطني، أخوض هكذا تجربة مؤلمة بقلب هشّ وأنا التي أفزع لأي خبر مؤلم،

 

– ما الحكمة يا الله: كي أحظى بوداع أخير ، عناق وقبلة على بقايا جثة او بقايا ملابس أن أكون مجبرة على ابتلاع كل هذه المشاهد لجثث استشهد أصحابها منذ عامين ، أليست جثة واحدة تكفي لأتعذب وأنهار وأُفجع وأُقهر وألعن الظلم والعالم الظالم مليار مرة!

 

– هذا الفصل المرير القاسي من غياب رفيق دربي لا يمكن للغة أن تصفه؛ لكن كفى بالله شاهداً على هذا العذاب .

 

– رغبتي الملحة في رؤية أي ملامح له تفوق انهياري وعدم إدراكي وأنا أقلب صور الجثث باحثة عنه، أفتش عنك و ارتجف لهول ما أراه من مشاهد لجثث أبطال منكل بها من التعذيب.

 

– دُلني يا الله ، دلني إليك يا حبيبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى