صحفي بريطاني: إسرائيل هي المصدر الأول للإرهاب في الشرق الأوسط والغرب يقود المنطقة نحو كارثة جديدة

Table of Contents
Toggleأوين جونز يتعجب من ازدواجية المعايير: سلاح نووي بيد إسرائيل دون مساءلة
كتب – وليد على
قال الكاتب البريطاني أوين جونز في مقاله بصحيفة الحارديان، إن إسرائيل تُعد المصدر الأول للإرهاب وانعدام الاستقرار في الشرق الأوسط، لكن الغرب يواصل تجاهل هذه الحقيقة، ويصر على منح إسرائيل غطاءً سياسيًا وعسكريًا سيقود حتمًا إلى كارثة جديدة في إيران.
“نشعر وكأننا نفقد عقولنا”
استهل جونز مقاله بالتعليق على بيان مجموعة السبع، والذي صنف إيران كمصدر رئيسي للإرهاب، وأكد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وكتب يقول:
“أشعر وكأنني أفقد صوابي. كيف يمكن أن نصف إيران بالإرهاب ونتغافل عن سجل إسرائيل؟”
واستنكر الكاتب ما وصفه بـ”حالة الجنون التي تسيطر على صناع القرار“، مشيرًا إلى أن إسرائيل ارتكبت كل جريمة حرب ممكنة في غزة، وشنّت حملات تطهير عرقي في الضفة الغربية، وقصفت المدنيين في بيروت، واحتلت أجزاء من سوريا، وتواصل زعزعة الاستقرار في المنطقة.
“الخطاب الدعائي يعيد نفسه”
وربط أوين جونز بين الحملة الغربية الحالية ضد إيران، وحملات التضليل التي سبقت غزو العراق عام 2003، مشيرًا إلى أن بعض الشخصيات التي هلّلت لتلك الحروب، مثل الإعلامي أندرو نيل، تروج الآن لرواية مماثلة ضد طهران.
وأشار جونز إلى أن نيل كان قد ادعى، قبل غزو العراق، أن مستشفيات ومدارس بغداد تحتوي على أسلحة دمار شامل، وهي أكاذيب ثبت بطلانها لاحقًا. واليوم، تُتهم إيران بالسعي لامتلاك السلاح النووي رغم أن تقارير استخبارات أميركية تؤكد عكس ذلك.
ازدواجية المعايير
لفت الكاتب إلى أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك ترسانة نووية ضخمة، ومع ذلك ترفض التوقيع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، ولا تخضع لأي عمليات تفتيش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بينما تُدان إيران لمجرد الشكوك.
ووصف جونز هذا الوضع بـ”وقاحة لا تُصدق“، متسائلًا: كيف يمكن قبول أن قتل 24 إسرائيليًا بهجمات إيرانية يُعد دليلاً على شر النظام الإيراني، في حين قتلت إسرائيل أضعاف هذا الرقم من الفلسطينيين في مجزرة واحدة بحق المدنيين الباحثين عن المساعدات؟
التضليل الإعلامي والتغطية غير المتوازنة
وتناول الكاتب تقريرًا إعلاميًا حديثًا كشف أن تغطية هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) لكل وفاة إسرائيلية كانت أكثر بـ33 مرة من التغطية التي حظي بها استشهاد كل فلسطيني في غزة، في دلالة صارخة على الانحياز الإعلامي الغربي.
تحذير من الانزلاق نحو الحرب
أكد جونز أنه من الواجب على إيران تجنّب استهداف المدنيين الإسرائيليين، لكنه أشار إلى تصريح المدير السابق لمنظمة هيومن رايتس ووتش، كينيث روث، الذي قال إن خلط إسرائيل المتعمد بين المواقع العسكرية والمدنية يصعّب تحديد الأهداف بدقة، مما يؤدي إلى سقوط الضحايا.
وفي ختام مقاله، قال أوين جونز إن مفهوم “الإرهاب” بات يعني فقط العنف الذي يمارسه أعداء الغرب، في حين تُعفى القوى الكبرى وحلفاؤها من المحاسبة. وخلص إلى أن عدم محاسبة السياسيين الذين يدفعون نحو الحرب، سيقود الجميع إلى الهاوية، تمامًا كما حدث في العراق وأفغانستان وليبيا.