كتب – هاني حسبو
هاجمت صحيفة الجارديان البريطانية قرار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، ووصفته ترامب بأنه يسعى لفرض قانون الغاب . وقالت الصحيفة أن القرار لم يكن مفاجئًا، خاصة أنه سبق واتخذ إجراءات مماثلة خلال فترته الرئاسية الأولى عندما فتحت المحكمة تحقيقًا حول جرائم حرب محتملة في أفغانستان. ومع ذلك، فإن الهجوم الحالي أكثر خطورة، حيث يستهدف أسس المحكمة نفسها ويهدد قدرتها على أداء وظيفتها بفعالية.
نهج ترامب الإستعماري
ترى الجارديان أن ترامب يعتمد نهج “القوي دائمًا على حق”، ويستخدم الإكراه والمعاملات السياسية بدلًا من الدبلوماسية والتحالفات. وتشير الصحيفة إلى أن هذا النهج ظهر بوضوح في تصريحاته بشأن غزة، حيث دعا بشكل غير أخلاقي إلى تهجير الفلسطينيين، بهدف منح الولايات المتحدة “ريفييرا في الشرق الأوسط”، وهو اقتراح يعكس تصورًا استعماريًا بحتًا.
تداعيات السياسة التوسعية لترامب
واضافت الصحيفة على الرغم من أن غزو الولايات المتحدة لكندا أمر غير وارد، فإن تصريحات ترامب تعكس نمطًا من التفكير يجب أخذه على محمل الجد. فسياساته تدعم بشكل واضح توسع إسرائيل وروسيا، مما يشجع دولًا أخرى على استخدام القوة لإعادة رسم حدودها، وهو ما يهدد الاستقرار العالمي.
ازدواجية المعايير الأمريكية
وأوضحت ،تاريخيًا، رفضت الولايات المتحدة الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، خشية أن تصبح أفعالها وأفعال حلفائها موضع تحقيق دولي. وقد زاد هذا التناقض وضوحًا في عهد الرئيس جو بايدن، الذي دعم مذكرة توقيف المحكمة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنه وصف مذكرة توقيف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنها “سخيفة”. هذه الازدواجية تضر بادعاء الولايات المتحدة أنها تدافع عن النظام الدولي القائم على القوانين.
ضرورة حماية المحكمة الجنائية الدولية
ترى الصحيفة أن هجوم ترامب على المحكمة الجنائية الدولية هو دليل على أهميتها في حماية القانون الدولي. وتضيف أن إدانة الدول مثل بريطانيا لقرارات ترامب لا تكفي، بل المطلوب هو التحرك الفعلي لحماية المحكمة من الضغوط السياسية، وضمان استمرارها في محاسبة مرتكبي الجرائم الدولية بغض النظر عن هويتهم.