شئون عربيةفلسطين

 صحيفة بريطانية : ثغرة دفاعية خطيرة استغلتها حماس لتحقيق انتصار خاطف

كتب – محمد السيد راشد

تحصنت قوات الاحتلال حول قطاع غزة المُحاصَر بسياجاً حديدياً بطول 50 كيلومتراً، وقامت بتزويده بأجهزة استشعار وبالونات تجسس، تعتمد عليها في رصد القطاع والمتسللين منه، ورادارات وكاميرات، لكشف جميع التهديدات من غزة، وشيَّدت حِصناً أسمنتياً بطول الحدود مع غزة بعُمق تسعة أمتار تحت الأرض، لمنع تسلُّل المقاتلين عبر الأنفاق إلى المستوطنات الإسرائيلية.

بالونات لم تعمل 

إلا أن «بالونات التجسس» التي كان من الممكن أن تحذر من هجوم حماس المباغت في 7 أكتوبر كانت معطلة، لأنه لم يتم تحديثها أو صيانتها بشكل صحيح.

وقالت مصادر أمنية وصناعية إسرائيلية لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية: إن بالونات «نجوم السماء» البيضاء المملوءة بالهيليوم، البالغ عددها 7، والتي كانت ذات يوم جزءاً أساسياً من العملية الأمنية الإسرائيلية على غزة، مجهزة بحمولة من الكاميرات وأجهزة الاستشعار وبرامج التجسس، لكن  ثلاثة من هذه المناطيد المحملة بالتكنولوجيا والموجودة على حدود غزة غير صالحة للعمل، ما ترك ثغرة خطرة في دفاعات المخابرات الإسرائيلية،

واتهمت المصادر الأمنية والصناعية أجهزة المخابرات المسؤولة عن تشغيلها وصيانتها «بإهمال البالونات.

وتصنّف المناطيد على أنها من بين المعدات الأكثر تطوراً في منظومة الرصد والتجسس لدى الاستخبارات الإسرائيلية، وهي مزودة بنظام مراقبة متكامل، يحتوي على كاميرات عالية الدقة، تلتقط صوراً على مدار الساعة.

وفي عام 2016 كانت حماس قد أعلنت أنها استولت على واحد من تلك المناطيد، وقالت وقتها إنه يمكنه التحليق 3 أيام متواصلة، وهو من النوع الذي تنتشر أعداد منه في أجواء قطاع غزة من الناحيتين الشرقية والشمالية.

ووفقاً لتصريحات الفصائل الفلسطينية، فإن هذه النوعية من المناطيد الإسرائيلية، تغطي مساحة قطاع غزة بالكامل (360 كيلومتراً مربعاً)، بالمراقبة إلى غرف التحكم التابعة لأجهزة استخبارات الإسرائيلي.

وحسب بيانات تداولتها مواقع إسرائيلية متخصصة، فإن المنطاد يحتوي على تقنيات من صناعة إسرائيلية، ويتميز بتأقلمه بشكل دقيق مع تقلبات الطقس والأحوال الجوية، وتقدر الخسائر المالية لسقوطه بنحو مليوني شيكل (نحو 600 ألف دولار).

وتقول المصادر الأمنية والصناعية الإسرائيلية، إن المناطيد كانت منذ فترة طويلة جزءاً أساسياً من نظام الإنذار المبكر الإسرائيلي، ولو كانت تعمل، لكانت النتيجة مختلفة. وتؤكد أن الانهيار المفاجئ في المنظومة الأمنية الإسرائيلية، كان بسبب نقص الاستثمار من قبل الحكومة، وبينما كانت المناطيد المعطلة، مستمرة في التحليق فوق الحدود مع غزة، كانت المعدات التكنولوجية الموجودة على متنها قد توقفت عن العمل.

الحدود مخترقة

وعلمت صحيفة «ديلي ميل» أن لواءين فقط من أصل 32 لواء من الجيش الإسرائيلي، كانا قريبين من حدود غزة وقت الهجوم، مع اقتراحات بأن حراسة مستوطني الضفة الغربية كانت لها الأولوية في الأشهر الأخيرة،  وخاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وأكدت مصادر أمنية أيضاً أن حماس تمكنت من تعطيل أبراج المراقبة باستخدام طائرات بدون طيار رخيصة الثمن لإسقاط المتفجرات عليها؛ وهو تكتيك يرى محللون أن حماس استلهمته من الحرب في أوكرانيا،

لكن كيف اخترق مقاتلو حماس الجدار الإسرائيلي الذكي على الرغم من مواصفاته الأمنية المتطورة، خصوصاً أنه صمم لكشف أي اخترق أو عمليات محتملة لحفر أنفاق جديدة، لاحتوائه على أجهزة استشعار تكشف حتى دبيب النمل.

على عكس ما كان متوقعاً لدى منظومة الأمن الإسرائيلي، وهو أن مقاتلي الحركة لن يميلوا في أي حرب إلى المواجهات المباشرة ولكن إلى الأنفاق التي من المفترض أنهم عالجوها بالجدار العازل الذي يصل إلى أماكن أعمق من قدرة الحفر، إلا أنهم عبروا من البر والجو ليصلوا إلى عمق المستوطنات الإسرائيلية.

نجاح حماس في الاقتحام 

واخترق مقاتلو حماس الذين وصلوا على متن مركبات وقوارب وطائرات شراعية آلية بالجرافات السياج الحدودي الذي أقامته إسرائيل حول القطاع، وهاجموا المواقع العسكرية والمستوطنين في طريقهم.

كما فتحوا كوات في بعض أجزائه بعد تعطيل عدد من شبكات الاستشعار، والتشويش على الاتصالات بين مراكز القوات الإسرائيلية القريبة منه والقيادة.

وقالت مصادر مطلعة بعيد الحرب بيومين إن وحدة كوماندوز تابعة للفسام عمدت إلى مهاجمة مقر قيادة الجيش الإسرائيلي في جنوب غزة وشوشت على اتصالاته، ومنعت الأفراد من الاتصال بالقادة أو ببعضهم ما تسبب في ارتباك في غرف القيادة الإسرائيلية؛ حيث

كذلك استخدم المقاتلون المتفجرات؛ لاختراقه ثم عبروا مسرعين على دراجات نارية، ووسعت الجرافات الفجوات ودخل المزيد من المقاتلين بسيارات رباعية الدفع. فيما حلقت فوق الجدار الإلكتروني الذكي الطائرات الشراعية.

 

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.