كتب – محمد السيد راشد
حسب استطلاع رأي لصحيفة “ذا ناشونال” الأسكتلندية، فإن:” نحو 92% ممن صوتوا في الاستطلاع يرون أنه يجب منع مشاركة إسرائيل في اتحاد أوروبا لكرة القدم على خلفية الاستفزازات العنـ صرية وأعمال الفوضى التي أحدثها مشجعو فريق “مكابي تل أبيب” للعرب والهولنديين بعد مباراة أياكس الهولندي والفريق الإسرائيلي في أمستردام”.
لماذا تلعب فرق كرة القدم والمنتخبات الإسرائيلية في المنطقة الأوروبية؟
حسب تقرير لوكالة مونت كارلو الدولية :”أثارت الاشتباكات التي اندلعت في أمستردام مساء الخميس الماضي على هامش مباراة دوري أوروبا (Ligue Europa) بين أياكس أمستردام ومكابي تل أبيب، موجة من الجدل على الصعيد الدولي. انتهت المباراة بفوز أياكس بخمسة أهداف، ولكن ما جذب الانتباه أكثر من النتيجة الرياضية كانت مشاهد العنف التي تلتها بين الجماهير.
ورغم أن إسرائيل ليست جزءا جغرافيا من القارة الأوروبية، إلا أنها تعتبر جزءا من المشهد الرياضي الأوروبي منذ عقود، حيث تشارك في مسابقات كبرى مثل دوري الأبطال ودوري المنتخبات الأوروبية”.
حتى سنة 1974، كان المنتخب الإسرائيلي عضوا في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وفاز ببطولة كأس آسيا للأمم في سنوات 1959 و1960 و1964.
كما كان المنتخب الإسرائيلي على وشك تحقيق إنجاز تاريخي آخر في تصفيات كأس العالم 1958، حين كاد يتأهل دون أن يخوض أي مباراة، إثر انسحاب أربعة من منافسيه (تركيا، إندونيسيا، مصر، والسودان)، إذ رفضت هذه الفرق مواجهة إسرائيل تضامنا مع فلسطين، مما جعل إسرائيل تقترب من التأهل إلى كأس العالم دون خوض أي مواجهة. إلا أن تعثرها في مباراة فاصلة أمام ويلز أوقف طموحاتها في تلك الفترة.
وقد تفاقمت هذه العزلة الرياضية في العقدين التاليين، لا سيما بعد حرب الأيام الستة في عام 1967، مما أدى إلى استبعاد إسرائيل من الاتحاد الآسيوي في عام 1974، تحت ضغط كبير من الدول الأعضاء التي رفضت مواجهتها في الملعب.
مسار واحد هو التوجه إلى الغرب
وأمام المقاطعة التي فرضتها الدول العربية، لم تجد إسرائيل خيارا آخر سوى التوجه نحو الغرب. وفي عام 1991، قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) فتح أبوابه أمام المنتخب الإسرائيلي، ما سمح لإسرائيل ومنتخباتها بالمشاركة في البطولات الأوروبية.
وفي عام 1992، شارك فريق مكابي تل أبيب في دوري أبطال أوروبا، وفي عام 1994، أصبحت إسرائيل عضوا رسميا في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، مما أتاح لفرقها التنافس في المسابقات الكبرى مثل دوري الأبطال والدوري الأوروبي.
رفض شعبي عربي تام ومقاطعة مستمرة
منذ انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، شاركت إسرائيل بشكل مستمر في المسابقات الرياضية الأوروبية. ومع ذلك، لم يسلم الرياضيون الإسرائيليون من تصاعد الدعوات لمقاطعتهم في مختلف المحافل الرياضية.
في عام 2021، رفض الجودوكي الجزائري، فتحي نورين، مواجهة منافس إسرائيلي، توهار بوتبول، في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو، مما دفعه إلى الانسحاب من المنافسة.
و في مارس 2023، فقدت إندونيسيا حقها في استضافة كأس العالم للشباب تحت 20 سنة لكرة القدم، بعد أن أظهرت اعتراضها على مشاركة إسرائيل في البطولة.
كذالك انسحب الجزائري رضوان مسعود دريس من منافسات الجودو لوزن تحت 73 كيلوغراماً للرجال في دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، قبل يوم واحد من مواجهته مع الإسرائيلي توهار بوتبول.وعلى خلفية العدوان و الغطرسة الإسرائيلية على غزة، تقدم الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بطلب إلى الفيفا لاستبعاد إسرائيل من البطولات الدولية، داعيا إلى الوقوف إلى “جانب الحق”.
وبالرغم من انخراطها رياضيا في الاتحاد الأوروبي، تبقى المباريات التي تجمع المنتخبات أو الأندية الإسرائيلية مع فرق أخرى مصدرا للتوترات الأمنية والجدل، خاصة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان.