كتبت : نورا دويدار
وسط ازدحام الحياة وتكدث ساحاتها وانشغال كل ذي حال بحاله ،، تتجدد الجرائم وتتنوع دروبها ،، وتزيد بؤر الإجرام فيها شيئا فشيئا
وحادثة اليوم من أجل الحوادث أثرا وأكثرها عمقا ،، وأعظمها خطرا، ولكن قل من يبصرها وجل من يتعرض للحديث عنها ،
فبعد ان انجلت تلك السحابة السوداء بمرور ستة يوماً تزاحمنا خلالها ع موائد الخير نغترف من خيرات أسرارها وننهل من بركات أخبارها وعطر غفرانها ،، ورست سفينة أرواحنا علي شاطئ الهدوء بصحبة أيات التنزيل واستعادت تلك الأنفاس التي طالما كتمت تحت براكين الذنوب
أوقفتنا تلك الحادثة
“خطف القلوب ”
إذ أنها حجبت نورا سري الي نفوسنا وقضت ع لذة أخذت بمجامع الفؤاد وقطعت حبل وصالنا بالله
وصرنا جميعا نصرخ !! والصيحة للجميع : أين قلبي ؟؟
ولماذا اختاره قطاع الطرق ؟؟ وكيف كان السبيل إليه ؟؟
اعلم !! ما كان قلبك هدفا إلا لأنه القائد وله ف الحسد المكان الأول ، الجوارح له جنود والأعضاء له أتباع
والله يريد منك قلبك !!
وهو تلك اللطيفة التي هي حقيقة الانسان
ومن عجيب أمر الله فيه أنه جعل بصحته وبقائه حياة الجسد وبطهارته وسلامته حياة الروح
فكم من عمل يتصور بصورة الأخرة ولا يقبله الله لفساد ما ف القلب .وكم من عمل يتصور بصورة الدنيا ويكون لله فيه قربة بصحة ما ف القلب من نية
فالقلب هو المخاطب والمطالب والمعاتب ومحل العلم والتقوي وهو الذي يسعد بالقرب من الله فيفلح العبد اذا زكاه ويخيب ويشقي اذا دنسه ودساه
فبين أنات القلوب وزنات الذنوب !! توجد حادثة خطف
وعند هذه النوبات القلبية والتحركات الهادئة نحو هدف اسمي للرقي بالروح والعقل!! توجد حادثة خطف
وعندما تتولد تلك المعاني المشابهة لأحوال أهل الجنة ف القلب لكي تصنع انسانا جديدا هو خليفة الله ف الارض !! توجد حادثة خطف
وبين ثنايا سطور التوبة والرجوع ودموع الأوبة والخضوع لبدء عهد جديد لحياة الروح !! توجد حادثة خطف
وما ان تهيأت الفرصة لولادة قلب جديد يئن من البعد ويحن الي الوصال ،،حتي تتواجد هناك حادثة خطف
وف تلك الأحداث !!.قلوب اختطتفتها الأحزان وأصمت عن غد الآذان ،، فأودت بها الي سجون اليأس وسراديب السواد
وقلوب اختطفتها الأهواء !! فاتخذت من هواها اله ،، فكان الضلال قسمتها وطبع بالران عليها وكان ع البصر غشاوة ،، ولن تمحو أثرها الأزمان الا ان يشاء الرحمن
وقلوب اختطفتها الخطايا والذنوب !! فصدأت من تلك الادران ،، وأصبحت باهتة الألوان ،، الدنيا تلهيها ،،والمال يشقيها ،، والضنك عليها من كل مكان وذاك عقاب الرحمن
فيا عاقلا تبصر !! إن قلبك وجهتك ،، وانك ان فقدت عضو من جسدك سوف تعيش ،، وان فقدت مالك سوف تعيش ،، وان أفقدتك الحياة حبيب أيضا سوف تعيش ،، حتي ان فقدت عقلك سوف يرفع عنك القلم وستعيش ،،
أما إن فقدت قلبك وسلب منك صرت من بعده كالارض الموات
وما ضرك لو أطفأ هذا العالم أضواءه كلها ف وجهك ما دام النور ف قلبك متوهجا
يا حاضرا عرس الحياة ويأسها
احفظ لنفسك قلبك والفؤاد
جاهد لها أملا يعانق حلمها
وارسم نهارا يذهب بالسواد
واعلم أن صاحب القلب السليم مرحوم
وصاحب القلب الميت مرجوم
وصاحب القلب النريض مكلوم
وصاحب القلب الضعيف مهموم
وصاحب القلب المخطوف بحسرات الاسي وويلات التيه مسموم
فاحذر قطاع الطرق
وامنعهم م الوصول لقلبك وأقم حصونا منيعة تقف لهذه الحادثة بالمرصاد
واعلم أنه كلما طهر القلب رق واذا رق راق واذا راق فاق واذا فاق اشتاق واذا اشتاق اجتهد واذا اجتهد هبت عليه نسائم الرحمة والطاعة وحمي قلبه من ان يخطفه خاااطف .ومن ذاق عرف ومن عرف اغترف ومن اغترف نال الشرف
وقيمة المرء فؤاده اذ أحسن يوما ف الحفاظ عليه من جنبات الطريق ،،، وحسرات الحريق ،،، فالفاصل ف القبول
قول الرب ” إلا من اتي الله بقلب سليم ”