بقلم / الصالح الأمين
لطالما استقر في أذهاننا أن نعبر عن اللاشيء بصفر، فأي شيء نريد أن نقلل من شأنه ، أو نظهر أنه ليس ليه قيمة فننعته بالصفر،
وجاء في أمثال العرب لتعبير عن اللاشيء فقالوا “عاد صفر اليدين” أي عاد خالي الوفاض ،ليس بين يديه شيء.
ونعبر عن الفشل بالصفر .
فإذا انتقل الصفر من اليسار إلى اليمين يتغير كل شيء ، ويصبح لأشياء كثيرة قيمة ، هو نفس الصفر ،ولكن تغير مكانه.
مع”عاصفة الأقصى”وعلى أيدي رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، تغيرت مكانة الصفر واصبحنا نعرف له قيمة ، قيمة جديدة، ليست مجرد قيمة ، بل هى قيمة تلك اللحظة الفارقة بين الحياة والموت ، أصبح الصفر قيمة ليست كسابقتها تعبر عن الفشل ، بل قيمة معبرة عن النجاح والتقدم وتحقيق هدف سامي. قيمة يهون كل شيء أمامها ،تهون الدنيا كلها أمام هذه القيمة الجديدة للصفر.
إنها قيمة التضحية والفداء والإقدام ، معاني ماكنا نتخيل أبدا أن يعبر عنها بالصفر .
أنه صفر العزة والكرامة.
لقد أعلمتنا جملة “المسافة صفر” معنى الحياة ، وأصبحت هى النجاح الحقيقي لمن اقترب من مسافة الصفر ، من ترك كل شيء خلفه وذهب في طريق يعلم تماما أنه قد لا يعود منها ،ولكنه يسعى سعيا حثيثا أن يحقق مسافة الصفر ، فيفوز الفوز الحقيقي والخالد إذا ما حقق مسافة الصفر.
علمتنا “المسافة صفر” أن الصفر اغلى واهم من مئات المليارات والريالات والدينارات .