بقلم / وليد على
فى كل عام وتحديدا يوم الثلاثين من نوفمبر، تحتفل اذاعة القرأن الكريم بذكرى وفاة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ،ويحتفل معها الملايين فى مصر والعالم ممن أحبوا بل وعشقوا سماع أيأت القرأن الكريم بصوت فضيلة الشيخ القارى المتقن عبد الباسط محمد عبد الصمد ، الذى رحل عن عالمنا فى 30 نوفمبر 1988م ، بعد ان ترك لنا ميراث كبيراً من تلاوات وحفلات غرد فيها بصوته الحسن بأيات من الذكر الحكيم فاطرب الاذان وانعش القلوب بل وجادت بالدمع العيون خشية ووجلان من الله سبحانه وتعالى ، رحمه الله تعالى رحمة واسعة وجعل تلاوته لكتابه الكريم فى ميزان حسناتة .
وأردت ان اترجم لحياة هل الجبل الاشم ببعض الكلمات ليتعرف أبنائنا عليه عن قرب ويعرفوا من تاريخه وسيرته ومواقفه ،حتى تكون لنا فى حياتنا قدوة ونوراً يستضاء به ولكى يعلم أبنائنا ان فى هذه الامة رجالان اشتهروا ليس بالغناء ولا بالمجون ولا بالفجور ولكن بحسن تلاوة كتاب الله ، وأسال الله ان يجعلنا جمعيا ممن أحبوا القرأن وقراءه العظام .
هو الشيخ المتقن الحافظ عبد الباسط بن محمد بن سليم بن عبد الصمد من أكبر و أشهر مرتلي القرآن الكريم ، ويُعَد أحد أعلام هذا المجال البارزين، وقد لُقّب ب«صوت مكة» .
ولد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد سنة 1927 م في مدينة “أرمنت” التابعة لمحافظة قنا جنوب مصر، و قد كان والده الشيخ محمد عبد الصمد من كبار مرتلي القرآن الكريم في قريته.
حفظ عبد الباسط عبد الصمد القرآن في كتاب بلدته على يد الشيخ الأمير و درس الروايات مع الشيخ محمد سليم. و قد أتم حفظ القرآن في سن العاشرة.
أصبح الشيخ عبد الباسط عبد الصمد سريعا من كبار المرتلين جنوب مصر (في الصعيد).
لكن الحدث الذي غير مجرى حياته تمثل في زيارته لمسجد السيدة زينب سنة 1950 م، خلال الاحتفالات بميلاد السيدة الفاضلة.
وكان يشارك في إحياء هذه الاحتفالات مشايخ كبار مثل عبد الفتاح الشعشاعي، مصطفى إسماعيل، عبد العظيم زاهر، أبو العينين شعيشع و آخرون.
التحق الشيخ عبد الباسط عبد الصمد بالإذاعة المصرية سنة 1951 م، و قد كانت أول تلاوة له على أمواج الإذاعة لسورة فاطر.
تم تعيين الشيخ في السنة الموالية قارئا لمسجد الإمام الشافعي ثم بعده لمسجد الإمام الحسين سنة 1985م حيث كان خلفا للشيخ محمود علي البنا.
و قد قرأ عبد الباسط عبد الصمد آيات من سورة الأحزاب خلال عشر دقائق، و كان ذلك كافيا لإثارة انتباه الجموع الغفيرة التي لم تكف عن الهتاف و ما فتئت تطلب من الفتى أن يتم تلاوته إلى أن استوفى أكثر من ساعة و نصف من القراءة.
تأثر الشيخ عبد الباسط بالشيخ محمد رفعت، والذى قال عنه: “كنت أمشى مسافات طويلة جدًا قد تصل إلى 5 كيلومترات لأستمع إلى القرآن بصوت الشيخ رفعت من خلال جهاز الراديو الوحيد الموجود عند أحد أثرياء البلدة”، وأهدت أسرة الشيخ الراحل عبد الباسط عبد الصمد، للإذاعة المصرية القرآن الكريم كاملًا ومسجلًا للشيخ الراحل، برواية ورش عن نافع، وهي الختمة التي سجلها في المغرب عام 1986 قبل وفاته بمدة عامين فقط.
ترك الشيخ عبد الصمد العديد من التسجيلات لتلاواته القرآنية هذا بالإضافة إلى القرآن المرتل و المجود.
وقد جال في العديد من دول العالم ملبيا الدعوات للتسجيلات الإذاعية، للحفلات الدينية و للقراءات في المساجد في كل من المملكة العربية السعودية ( حيث أدى فريضة الحج سنة 1952م و تلا القرآن في مكة و المدينة)، سوريا، الإمارات العربية المتحدة، المغرب، الهند، باكستان، فلسطين (حيث قرأ القرآن الكريم بالمسجد الأقصى و المسجد الإبراهيمي)، فرنسا، انجلترا، الولايات المتحدة الأمريكية و دول أخرى في كل بقاع العالم .
وكان عليه رحمة الله فى كل بلاد العالم سفيرًا لكتاب الله، وكان أول نقيب لقراء مصر سنة 1984.
تم تكريم الشيخ عبد الباسط عبد الصمد و تتويجه بعدة أوسمة منها وسام الاستحقاق من سوريا، وسام الأرز من لبنان، الوسام الذهبي من ماليزيا و غيرها من الجوائز القادمة من المغرب و السنغال.
و قد تم تكريمه و تخليد ذكراه حتى بعد مماته من طرف الرئيس المصري حسني مبارك بمناسبة الاحتفال بليلة القدر سنة 1990م.
توفي الشيخ عبد الباسط عبد الصمد في 30 نونبر 1988م بعدما أصيب بمرض السكري و الكسل الكبدي.
و قد خلد وفاته الملايين من المسلمين في جميع بقاع العالم .
رحم الله الشيخ وجعل ذكراه رحمة عليه ورفعة لدرجاته فى جناته جنات النعيم اللهم أمين اللهم اغفر له وارحمه
وليد على أحمد
وكيل كتاب الجمهورية
ومدير تحرير جريدة وموقع وضوح الاخبارى