أراء وقراءات

صور ” الأبيض والأسود ” كنز مصري تاريخي .. لماذا لا نستثمرها ؟!

بقلم / ممدوح الشنهوري *

تعتبر كل حقبة من حقْبات مصر التاريخية، هي بمثابة كنز حقيقي ، لا يقدر بثمن مادي في الحياة، ومن ضمن كنوز مصر التاريخية صور ” الأبيض والأسود ” والتي صورت العديد من مراحل وحقبات مصر التاريخية بكافة إختلافاتها الحياتية، منذ بدء صناعة الكاميرا التصويرية ، وظهور أول صورة فوتوغرافية حقيقية على يد العالم الفرنسي” جوزيف نيبس – Joseph Nicéphore Niépce “عام  1926.

وتعد صور الأبيض والأسود هي بمثابة جزء لا يتجزء من تراث مصر التاريخي والثقافي خلال النصف الأخير من القرن التاسع عشر والعشرين، لتصويره العديد من مظاهر الحياة الإجتماعية خاصة، ويليها شتي من مظاهر الحياة الأخري كالثقافية والسياسية والفنية والتعليمية والفنية والريفية والصناعية ، علي أيدي بعض المستشرقين الأجانب المقيمين في مصر أنذاك، والذين كانوا يمتلكون ألات التصوير الفوتوغرافية الحديثة وقتها  القادمة من أوروبا، لتنتشر بعدها بفترات وجيزة أدوات والات التصوير في مصر بكثرة لتسجل الحياة اليومية العادية بإختلاف أنشطتها الإجتماعية المختلفة.

وتعتبر مصر من أكثر الدول المحظوظة في الشرق الأوسط التي حٌظيت بنصيب كبير من الصور الفوتوغرافية القديمة والتي صورت العديد من مظاهر الحياة، بسبب الكثير من الإستعمارات الأجنبية لمصر في السابق وقدوم الكثير من المستشرقين الأوروبين لأكتشافها خلال القرن الماضي وما قبله.

ورغم أهمية تلك الصور كتراث ثقافي وتاريخي لمصر خلال الحقبة الزمينة الماضية من القرن الماضي وما قبله ، الإ أن الإهتمام في جمعة وحفظه وتوثيقة ضعيف جدأ من قِبل الجهات المعنية في مصر، لإقتصار الإهتمام به علي فئات معينة من الناس ك بعض الصفحات المتخصصة القليلة علي مواقع الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي وتحكمهم فيها بالحجب  أو نشر المعروض منه بشروط أو ربما حجبة لغرض ما إن تملكونه.

بخلاف رغم تعدد ووجود الملايين من هذه الصور الهامة في مصر، الإ وجودها وإحتفاظها متفرق بين تلك الفئات سابقة الذكر علي المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي، مما يشكل نوع من التحكم والحجب أحياناً علي رؤيتها لعامة الناس أو المتخصصون لدراسة تاريخ مصر.

لهذا  من المفترض علي وزارة الثقافة في مصر تدشين موقع عالمي للصور الفوتوغرافية القديمة علي الإنترنت لحفظ تاريخ مصر الفوتوغرافي من باب عرض ثقافة مصر التاريخة ولكن بعيون كاميرا الأبيض والأسود.

*عضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.