ضباط استخبارات إسرائيليون يتمردون على “حرب بقاء نتنياهو” : نرفض أوامر حكومة غير شرعية

كتب – محمد السيد راشد
في تطور خطير وغير مسبوق داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وجه 41 ضابطًا وجنديًا احتياطيًا من وحدات النخبة في الاستخبارات والحرب السيبرانية رسالة نارية إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إسرائيل كاتس، وأعضاء الحكومة، ورئيس الأركان إيال زمير، أعلنوا فيها رفضهم الاستمرار في الخدمة، مؤكدين أن الحرب الدائرة في غزة لم تعد لأسباب أمنية بل سياسية، تهدف فقط إلى “بقاء نتنياهو وائتلافه المتطرف في الحكم”.
رسالة تمرد عسكرية: “لن نخدم في حرب عبثية”
الرسالة التي وُقّعت تحت عنوان “جنود من أجل المختطفين”، أكدت أن تجديد العمليات العسكرية في قطاع غزة كان لأسباب سياسية وليست أمنية، معتبرين أن الحكومة الإسرائيلية أفشلت صفقة إعادة الأسرى عمداً، ما يعرض حياتهم للخطر، مشيرين إلى أن “العديد منهم قُتلوا بسبب قصف جيش الاحتلال نفسه”.
وكتب الضباط:
“نحن نرفض الخدمة تحت حكومة غير ديمقراطية ولا شرعية، اتخذت من الحرب وسيلة للبقاء السياسي، على حساب المختطفين ومواطني إسرائيل”.
أوامر غير قانونية و”رفض رمادي”
الموقعون، وهم من نخبة وحدات الاستخبارات وعلى رأسها الوحدة 8200، أشاروا إلى أن أوامر الحكومة لم تعد قانونية في نظرهم، وقالوا إنهم سيعبرون عن رفضهم بأساليب مختلفة، بينها “الرفض الرمادي” (رفض غير مباشر لأداء الخدمة).
الرائد “أمير”، من الوحدة 8200، الذي أكمل 120 يومًا في الخدمة الاحتياطية منذ اندلاع الحرب، قال:
“الحرب اليوم لا تهدف لتحرير الأسرى، بل لإنقاذ نتنياهو من المحاكمة… هذه حرب بغطاء أسود من اللاشرعية”.
وأكد أن استمراره في الخدمة “لم يعد أخلاقيًا”، مشيرًا إلى أن استمرار القتال يزيد من مقتل الجنود والمختطفين على حد سواء، مضيفًا أن “الجيش يُستنزف في حرب غير مبررة، تخدم فقط أجندات المتطرفين في الحكومة”.
حرب بلا أهداف… وتضحية بالأبرياء
“روي”، نقيب خدم 150 يومًا في الاحتياط، قال إنه شارك في القتال معتقدًا أنه يدافع عن الوطن، لكنه لاحظ مع مرور الوقت أن الحرب “تؤدي إلى مقتل المختطفين بسبب سياسة إطلاق النار غير المحسوبة، والتجويع في غزة”.
وأكد:
“الأدوات التي نستخدمها لم تعد أخلاقية. هناك 20 ألف طفل قتلوا في غزة، وهذه حرب لا أستطيع المشاركة فيها بعد الآن”.
أما النقيب “ميخائيل”، الذي خدم أكثر من 100 يوم، فاتهم الحكومة بأنها “تدير الحرب بدوافع مهدوية ودينية متطرفة”، مضيفًا أن استمرار الحرب يضر بمواطني إسرائيل، واقتصادها، وعلاقاتها الدولية.
“دعوة للانتخابات.. وليس للفوضى”
الرسالة التي نُشرت في 15 أبريل، وأُرسلت مساء اليوم إلى المسؤولين، وصفت حكومة نتنياهو بأنها فقدت الشرعية الأخلاقية والسياسية، ودعت إلى انتخابات عاجلة. الموقعون شددوا على أن “الدولة ليست رهينة لرغبات رئيس وزراء متهم”، ووجهوا دعوة إلى الجمهور الإسرائيلي:
“قولوا للحكومة: أطفالنا ليسوا وقود مدافع”.
واختتموا بالتحذير من أن استمرار الحرب لن يحقق أهدافها، بل سيؤدي إلى المزيد من الدماء والانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي، داعين إلى “رفض جماعي” يعيد القرار إلى أيدي الشعب.