ضريبة الإنفصال الزوجي يدفعها الأبناء والمجتمع
بقلم /ممدوح الشنهوري
تعتبر مشكلة الطلاق في مصر من ضمن أكبر المشاكل الإجتماعية والأسرية التي تواجهها مصر في الأونة الأخيرة، ليس بسبب تزايدها، ولكن بسبب معاضلها و توابعها الإجتماعية والنفسية علي المجتمع المصري ، والذي يدفع ثمنه الأبناء .
حيث ينشأ ابناء الزوجين المنفصلين وسط العديد من المشاكل الإجتماعية والنفسية، والتي بدورها تنعكس عليهم في المقام الأول وعلي حياتهم الشخصية والمستقبلية. ثم تنعكس علي باقي المجتمع، مسببة العديد من المشاكل الإجتماعية المعقدة .
والواقع يشير إلى أن هؤلاء الأبناء يعيشون اغلب حياتهم الشخصية ، ما بين الإنعزال الشخصي و المجتمعي، بالاضافة لبعض الأمراض النفسية الخفية التي تتمكن منهم، من جراء رؤية وقائع الإنفصال بين الأب والأب، وخاصة إن تم هذا الإنفصال والأبناء في سن صغير .
واكثر ما يؤثر فيهم الصراع النفسي الذي يمرون به بين الإنحياز الي الأب أو الام ومدي تأثيره كل طرف فيهم إن إنحاز الأبناء الي طرف علي حساب الأخر، واثر ذلك في حياتهم الشخصية فإن إختار احد الأبناء العيش مع الأب او الام، لإنه وقتها بالطبع قد يخسر إهتمام ورعاية إحدهما الي الأبد، مهما اتاحت فرص القبول والإصلاح للطرف الثاني، سواء من الأم او الأب في المستقبل،بسبب ذلك الكره المتراكم في القلب تجاه ذلك الإنحياز .
لهذا من المفترض علي كل أم وأب التفكير جيدا قبل الإنفصال والتفكير في حياة أبناءهما جيدا في تلك التوابع النفسية الشديدة، والتي ستؤثر علي حياة ومستقبل أولادهم، مهما كانت أسبابه الشديدة، لإنهم في حال إصرارهم عليه، سيخلقون العديد من المشاكل والأمراض النفسية لإبناءهم، والتي قد لن يغفروها لهم في المستقبل.
ممدوح الشنهوري
كاتب صحفي وعضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان