طبيبك عندنا .. امراض الجهاز الهضمي بين الأعراض والتشخيص والعلاج
حوار أعده/ محمد الهادى
باب ‘ طبيبك عندنا “من الأبواب الصحية المتميزة بجريدة وموقع ” وضوح الاخباري” والذي يقدم كل ماهو جديد ومفيد خلال سلسلةمن الحوارات والتحقيقات الصحفية والاخبار مع نخبة من أفضل الأطباء فى جميع التخصصات بهدف توضيح معلومات طبيه وصحية مفيده وتوصيات غاية فى الأهمية التى يستفيد بها قرائنا الاعزاء والمجتمع ككل .
سنلقى الضوء فى هذا الحوار الصحفى عن أمراض الجهاز الهضمي واعراضها وتشخيصها وطرق العلاج يحدثنا عنها الدكتور/ عبد الله مهنى اخصائي الباطنه والجهاز الهضمي فقال :
بالنسبه لأمراض الجهاز الهضمي هناك العديد من الأمراض والمشاكل الصحيَّة التي قد تصيب الجهاز الهضمي (بالإنجليزية: Digestive system) وتؤثِّر في طبيعة عمله، كما قد تؤثِّر هذه الاضطرابات الصحيَّة في مختلف أجزاء الجهاز الهضمي والقناة الهضميَّة، وتتراوح شدَّتها بين اضطرابات حادَّة أو بسيطة تدوم فترات قصيرة مثل الحالات الخفيفة من حرقة المعدة (بالإنجليزية: Heartburn)، واضطرابات شديدة أو مزمنة قد تكون مهدِّدة لحياة الشخص المصاب في بعض الحالات مثل القرحة الثاقبة (بالإنجليزية: Perforated ulcer)، وتصاحب أمراض الجهاز الهضمي العديد من الأعراض المختلفة والتي قد تكون مزعجة جدّاً في بعض الحالات، مثل انتفاخ البطن والإسهال والإمساك واضطرابات الهضم الأخرى، لذلك يعاني الكثير من الأشخاص من هذه الأعراض، ممَّا أدَّى بدوره إلى إنتاج العديد من الأدوية التي تساهم في التخلُّص أو التخفيف من هذه الأعراض، وفي ما يأتي بيان لبعض الأمراض والمشاكل الصحيَّة الشائعة التي قد تصيب الجهاز الهضمي .
اولا : الارتجاع المعدي المريئي
ينتج داء الارتجاع المعدي المريئي (بالإنجليزية: Gastroesophageal reflux disease) عن الارتداد المريئي أو ارتداد حمض المعدة (بالإنجليزية: Acid reflux) إلى المريء، وقد يحدث ذلك خلال فترات متقطِّعة حتى لدى بعض الأشخاص الأصحَّاء، أما في حال تكرُّر ارتداد حمض المعدة بشكلٍ بسيط أو متوسِّط أو شديد عدَّة مرَّات في الأسبوع، أو في حال تسبُّبه بتضرُّر المريء، أو ظهور الأعراض المختلفة تُشخَّص الإصابة بداء الارتجاع المعدي المريئي،
ومن الجدير بالذكر أنَّه بعد انتقال الطعام عبر المريء إلى المعدة في الحالات الطبيعيَّة تنقبض العضلة الدائريَّة المعروفة بالعضلة العاصرة المريئيَّة السفليَّة (بالإنجليزية: Lower esophageal sphincter) واختصاراً LES المتواجدة بين المريء والمعدة لمنع عودة الطعام مرَّة أخرى باتجاه المريء، بينما تكون هذه العضلة في حالة الاسترخاء خلال تناول الطعام للسماح للطعام بدخول المعدة.
أما في حال الإصابة بداء الارتجاع المعدي المريئي يضطرب عمل العضلة العاصرة المريئيَّة ممَّا يؤدِّي إلى تسرُّب بعض محتويات المعدة إلى المريء.
وتجدر الإشارة إلى أنَّه في العديد من الحالات يمكن السيطرة على داء الارتجاع المعدي المريئي من خلال إجراء بعض التغييرات على نمط الحياة، واستخدام بعض أنواع الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبيَّة للتخفيف من الأعراض المصاحبة للمرض، أما في بعض الحالات الشديدة فقد يحتاج الشخص المصاب إلى إجراء عمل جراحي أو استخدام بعض الأدوية التي تحتاج إلى وصفة طبيَّة للمساعدة على السيطرة على المرض والأعراض المصاحبة له.
* دكتور عبد الله ماهى اعراض ارتجاع المرئ ؟
الارتجاع المريئى اعراض منها حرقة المعدة والمتمثِّلة بالشعور بحرقة في منطقة الصدر بعد تناول الطعام في الغالب، كما قد تزداد شدَّة الحرقة في الليل بعد الاستلقاء للنوم.وألم الصدر. وصعوبة البلع و تجشُّؤ’ أجزاء من الطعام أو السائل الحامض و ارتداد حمض المعدة أثناء النوم، والذي بدوره قد يؤدِّي إلى السعال واضطرابات النوم والتهاب الحنجرة (بالإنجليزية: Laryngitis)، ومرض الربو (بالإنجليزية: Asthma).
ثانيا : مرض متلازمة القولون العصبي.
تُعرَّف متلازمة القولون العصبي، أو القولون المتهيِّج، أو متلازمة الأمعاء الهيوجة (بالإنجليزية: Irritable Bowel Syndrome) واختصاراً (IBS) على أنَّها مجموعة من الأعراض المختلفة التي تظهر بشكلٍ متزامن وتؤثِّر في الجهاز الهضمي لكن لا تسبِّب له الضرر الواضح، ولا تكون ناجمة عن أحد أمراض القناة الهضميَّة الأخرى، ومن أكثر هذه الأعراض شيوعاً ألم البطن المتكرِّر والمرتبط بعمليَّة التبرُّز، والإمساك أو الإسهال أو تزامن كليهما بناءً على نوع اضطراب القولون العصبي المصاب به الشخص، وتختلف استجابة الأشخاص للعلاجات المختلفة المتوفِّرة لعلاج متلازمة القولون العصبي، والتي قد تتضمَّن تعديل نمط الحياة والنظام الغذائي، واستخدام المُضادات الحيويَّة (بالإنجليزية: Probiotic) المعروفة بالبروبيوتيك أو البكتيريا النافعة وبعض الأدوية، وبعض علاجات الصحَّة العقليَّة أو النفسيَّة، لذلك قد يُغيِّر الطبيب العلاج عدَّة مرَّات قبل التوصُّل للعلاج المناسب لحالة الشخص المصاب.
ثالثا : القرحة الهضمية وتقرحات المعدة .
القرحة الهضميَّة (بالإنجليزية: Peptic Ulcer Disease) واختصاراً PUD هو المصطلح الشامل الذي يُطلق على التقرُّحات الهضميَّة المفتوحة التي تنشأ في بطانة المعدة أو في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، والتي تكون ناجمة عن تضرُّر الطبقة المبطِّنة لجدار المعدة وأوَّل الأمعاء الدقيقة، ممَّا يسمح بوصول حمض المعدة إليها وتسبُّبه بالضرر وظهور التقرُّحات، وتتشابه أعراض هذه التقرُّحات وقد تتضمَّن الغثيان وألم المعدة، إلا أنَّ التقرُّحات التي تتطوَّر في جدار المعدة والمعروفة بقرحة المعدة (بالإنجليزية: Gastric ulcers) في هذه الحالة قد تكون مصحوبة بألم متزايد في منتصف البطن، وشعور بالحرقة بالإضافة إلى الشعور بالإعياء وعسر الهضم (بالإنجليزية: Indigestion) في بعض الحالات، أو قد لا تكون مصحوبة بأيَّة أعراض واضحة في بعض الحالات الأخرى، أما بالنسبة لأسباب الإصابة بالقرحة الهضميَّة أو قرحة المعدة فإنَّ أكثر الأسباب شيوعاً هي الإصابة بعدوى بكتيريا الملويَّة البوابيِّة (بالإنجليزية: Helicobacter pylori) والمعروفة بجرثومة المعدة، ومن الأسباب الأخرى الشائعة التي قد تؤدِّي إلى الإصابة بالقرحة الهضميَّة استخدام مضادَّات الالتهاب اللاستيرويديَّة (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drug) واختصاراً NSAIDs، مثل دواء الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، ودواء الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، ودواء النابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen)، خصوصاً في حال استخدمت لفترات طويلة أو ضمن جرعات مرتفعة، وبالإضافة إلى ذلك تدعم القليل من الأدلَّة فكرة أنَّ التعرُّض للإجهاد وتناول بعض أنواع الأطعمة قد يكون لهما دور في الإصابة بقرحة المعديه ويمكن علاج معظم حالات الإصابة بالقرحة الهضميَّة بكفاءة، أما في حال عدم الخضوع للعلاج فقد تتطوَّر الحالة وتزداد سوءاً مع الزمن بالإضافة إلى إمكانيَّة ظهور بعض المضاعفات الصحيَّة، مثل نزيف التقرُّحات الذي بدوره قد يؤدِّي إلى خسارة كميَّة كبيرة من الدماء، أو الإصابة بانثقاب القرحة، أو تشكُّل الأنسجة الندبيَّة (بالإنجليزية: Scar tissue) التي بدورها قد تؤدِّي إلى إعاقة عمليَّة الهضم وحركة الطعام في القناة الهضميَّة، ومن الجدير بالذكر أنَّ معظم حالات قرحة المعدة يمكن الشفاء منها خلال شهر أو شهرين من البدء بالعلاج، والذي يعتمد بدوره على مسبِّب القرحة، ففي حال الإصابة بجرثومة المعدة يصف الطبيب أحد المضادَّات الحيويَّة (بالإنجليزية: Antibiotics) للقضاء على البكتيريا المسبِّبة للقرحة ومنع عودتها مرَّة أخرى بعد انتهاء العلاج، بالإضافة إلى أحد الأدوية المعروفة بمثبِّطات مضخَّة البروتون (بالإنجليزية: Proton pump inhibitor) واختصاراً PPI للمساعدة على الحدِّ من إنتاج حمض المعدة وتسهيل شفاء التقرُّحات بشكلٍ طبيعي، وتوصف هذه الأدوية أيضاً في حال كانت التقرُّحات ناجمة عن استخدام مضادَّات الالتهاب اللاستيرويديَّة، وفي هذه الحالة تجب استشارة الطبيب حول الاستمرار في استخدام هذه الأدوية أو استبدالها بأحد البدائل الأخرى المتوفِّرة.
رابعا: عسر الهضم
يُستخدَم مصطلح عُسر الهضم للتعبير عن مجموعة من الأعراض التي قد تظهر بعد تناول الوجبات الغذائيَّة، وهو من المشاكل الصحيَّة الشائعة لدى الأشخاص البالغين، وتتراوح إمكانيَّة الإصابة به بين مرَّة واحدة كلَّ فترة من الزمن، أو كلَّ يوم تقريباً لدى بعض الأشخاص، وفي ما يأتي بيان لبعض الأعراض الشائعة التي قد تصاحب الإصابة بعُسر الهضم وهى الشعور بامتلاء البطن أثناء تناول الوجبات الغذائيَّة، إذ يشعر الشخص بالامتلاء بمجرَّد البدء بتناول الطعام ممَّا يؤدِّي إلى عدم قدرته على إتمام تناول الوجبة. الشعور بشدَّة امتلاء البطن بعد تناول الوجبات الغذائيَّة، أو الشعور ببقاء الطعام في المعدة لفترات طويلة. الشعور بحرقة في المنطقة الشرسوفيَّة (بالإنجليزية: Epigastric area)؛ وهي المنطقة الواقعة بين نهاية عظمة الصدر والسرَّة، أو الشعور بحرارة مزعجة في هذه المنطقة. الشعور بألم في المنطقة الشرسوفيَّة والذي قد يتراوح بين ألم بسيط إلى ألم شديد في بعض الحالات. أعراض أخرى أقل شيوعاً مثل انتفاخ البطن والغثيان، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ هذه الأعراض قد تكون ناجمة عن عدد من المشاكل الصحيَّة الأخرى أيضاً. الإمساك يُعرَّف الإمساك (بالإنجليزية: Constipation) على أنَّه صعوبة في القدرة على التبرُّز والحاجة للضغط الشديد لدفع البراز، أو الشعور بتوقُّف حركة البراز أو انسداد مجرى البراز، بالإضافة إلى جفاف وصلابة البراز، وانخفاض عدد مرَّات التبرُّز عن المعدَّل الطبيعي، كما أنَّ التبرُّز بما يقلُّ عن ثلاث مرَّات أسبوعيّاً قد يدلُّ على الإصابة بالإمساك، وعلى الرغم من أنَّ الإمساك يُعدُّ من الأعراض الشائعة المصاحبة للعديد من المشاكل الصحيَّة إلا أنَّه قد يكون مشكلة صحيَّة بحدِّ ذاته أيضاً في بعض الحالات، وقد يتطوَّر إلى الإمساك المزمن والذي بدوره قد يؤدِّي إلى ظهور بعض المضاعفات الصحيَّة، مثل النزيف الشرجي والبواسير (بالإنجليزية: Hemorrhoid)، وسلس البراز (بالإنجليزية: Bowel incontinence) أيضاً في بعض الحالات، ومن الأسباب الشائعة التي قد تؤدِّي إلى الإصابة بالإمساك عدم احتواء النظام الغذائي للشخص على كميَّة مناسبة من الألياف، لذلك تساعد إضافة المزيد من الألياف إلى النظام الغذائي والإكثار من تناول السوائل وممارسة التمارين الرياضيَّة على التخلُّص من مشكلة الإمساك في معظم الحالات، ولا يُنصح باستخدام المليِّنات (بالإنجليزية: Laxatives) إلا بشكلٍ محدود ولبعض الحالات الخاصَّة فقط، كما تجدر الإشارة إلى ضرورة مراجعة الطبيب في حال استمرار الإمساك لفترات طويلة.[٦][١٠] الإسهال المزمن يُعرَّف الإسهال المزمن (بالإنجليزية: Chronic diarrhoea) على أنَّه تغيُّر في قوام البراز فيصبح برازاً رخواً لمدَّة تزيد عن شهر كامل، ويعتمد علاج الإسهال المزمن على المسبِّب الرئيسي له، لذلك قد يُجري الطبيب عدداً من الاختبارات التشخيصيَّة لتحديد مسبِّب الإسهال، مثل تحاليل الدم وتحليل البراز، وفي بعض الحالات قد يلجأ الطبيب إلى إجراء تنظير للمعدة (بالإنجليزية: Gastroscopy) أو تنظير للقولون (بالإنجليزية: Colonoscopy)، وتُعدُّ متلازمة القولون المتهيِّج من الأسباب الشائعة التي قد تؤدِّي إلى الإصابة بالإسهال المزمن، بالإضافة إلى استخدام بعض الأدوية مثل بعض المضادَّات الحيويَّة، وبعض مسكِّنات الألم مثل حمض الميفيناميك (بالإنجليزية: Mefenamic acid)، وبعض الأدوية المستخدمة في علاج مرض السكَّري (بالإنجليزية: Diabetic medications) مثل دواء ميتفورمين (بالإنجليزية: Metformin).
بهذا نكون قد استعرضنا بعض امراض الجهاز الهضمي إلى اللقاء فى لقاءات قادمه.