احدث الاخبارفلسطينفيديو وضوح

طحين مسموم ومساعدات قاتلة: الاحتلال ينقل معركته ضد غزة إلى حرب كيميائية ناعمة

مطالب فلسطينية بفتح تحقيق دولي عاجل فضح الجرائم الإسرائيلية

 

كتب / هاني حسبو 

في لحظة إنسانية خانقة يعيشها سكان قطاع غزة، وبينما يقف أكثر من مليوني فلسطيني على شفا مجاعة جماعية بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر، تفجّرت فضيحة جديدة تهز الضمير العالمي: أقراص مخدرة داخل أكياس المساعدات الغذائية.

أقراص الأوكسيكودون داخل الطحين: حرب على الوعي

وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام ، كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن ضبط أقراص “Oxycodone” المخدرة داخل أكياس طحين تم توزيعها في مراكز الإغاثة المعروفة باسم “المساعدات الأميركية–الإسرائيلية”، والتي بدأ يُطلق عليها شعبيًا اسم “مصائد الموت“.

الحادثة ليست فردية، إذ وثّقت الأجهزة الصحية والأمنية عدّة حالات مماثلة، وجد فيها المواطنون الأقراص داخل الطحين إما مغلفة داخل رقائق معدنية أو مذوّبة داخل المادة الغذائية نفسها، ما يمثل تهديدًا مباشرًا للصحة العامة في مجتمع يفتقر لأبسط أدوات الفحص والرقابة.

الأوكسيكودون: سم قاتل مغلف بالمساعدات

يُعدّ عقار “Oxycodone” أحد أخطر المسكنات الأفيونية المُصنّفة عالميًا، ويُستخدم لعلاج الآلام الشديدة تحت رقابة طبية صارمة. لكن وفق ما أكد د. إبراهيم حامد، فإن تناوله دون إشراف طبي يمكن أن يؤدي إلى:

  • نشوة شديدة وإدمان سريع

  • اكتئاب تنفسي

  • وفاة مفاجئة

وجود هذه المادة القاتلة في طعام يُقدم لأطفال ونساء وشيوخ دون علمهم أو رقابة، اعتُبر من قبل المختصين بمثابة سلاح كيميائي بطيء المفعول.

حرب نفسية ناعمة: الاحتلال يستهدف العقل لا الجسد فقط

المحلل السياسي سامي الصباح وصف الحادثة بأنها جزء من مخطط مدروس لضرب الوعي الفلسطيني. وقال:

“الاحتلال يُشرف على كل ما يدخل إلى غزة من الغذاء والدواء. فهل من المنطق أن تمر مخدرات بهذه الكمية دون علمه؟”

ويضيف أن الاحتلال – بعد فشل أدواته العسكرية – يلجأ اليوم إلى تدمير المناعة الأخلاقية للمجتمع الفلسطيني من الداخل عبر نشر الإدمان، في محاولة لتفكيك البنية المجتمعية والمقاومة.

صمت دولي وأرقام كارثية

منذ بدء توزيع تلك المساعدات في مايو 2025، قُتل أكثر من 652 مدنيًا برصاص الاحتلال أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، وأُصيب 4537 آخرون، في حين لا يزال 39 شخصًا مفقودًا حتى الآن.

ومع فضيحة “الطحين المخدَّر”، بات الفلسطيني يواجه حربًا مزدوجة: واحدة بالرصاص والجوع، وأخرى بالسمّ الأبيض.

مطالب فلسطينية بفتح تحقيق دولي عاجل

طالبت السلطات في غزة كلاً من مجلس حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق دولي عاجل، مع:

  • إيقاف عمل مراكز الإغاثة المشبوهة فورًا

  • إنشاء آلية رقابة دولية مستقلة لضمان سلامة المساعدات

  • محاسبة الجناة الذين حوّلوا الغذاء إلى أدوات إجرامية

عندما يتحول الخبز إلى سلاح

حادثة الطحين الملوّث بالمخدرات لم تعد مجرد واقعة شاذة، بل تُشكل منعطفًا خطيرًا في طبيعة العدوان الإسرائيلي، حيث يتم استخدام “المساعدات” كواجهة زائفة لتمرير أدوات قتل نفسية واجتماعية.

ورغم هذه الجريمة الصامتة، لا يزال الفلسطيني صامدًا على جبهة جديدة، يقاوم فيها تفكيك وعيه وتمزيق هويته، في مواجهة حرب تتجاوز الجدران والدبابات لتصل إلى بطون الناس وكرامتهم.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى