طشت بلا شاطئ
بقلم/محمد الخمارى
الخلاف فى وجهات النظر فى حاجةٍ إلى وجهة نظر، كم رأينا أدباء ومفكرين خلف القضبان يسكنون الزنازين لاختلافهم مع حضرة جناب معالى وجهات النظر وتحقيق الولاء والبراء مطلقاً فى الأعمال والأمور اليومية والعبادات الشرعية سجينٌ تحت مطرقة وجهات النظر .
أخشى أن يكون الدخول في جنة الخلد بناءً على قواعد الاختلاف في وجهات النظر كما هو من شروط وأركان الدخول في نعيم جنة الدنيا . ومن فحوى هذا المفهوم يجب أن نلتمس الأعذار لفرعون حينما احتج على قومه بوجهات النظر ( ما أوريكم إلَّا ما أرى) فرفع أقواماً ووضع أخرين وجعل ميزان سمو المقامات والسلطات والوصول إلى أعلى الدرجات تحت رحمة معالي وجهات النظر .
خلافٌ وخلافات، اتفافٌ وافتراق، ادِّعاءٌ وافتراء كل هذا حصيلة وجهة نظر طشت بلا شاطئ الذى يلتف حوله الزلنطحية ( الهمج) متفقون أن لا يتفقوا ، ويطوفون بين الناس لتشويه الإبداع والمبدعين والفكر والمفكرين والجديد والمجددين. حتى الثوابت التى عُلمتْ بالضرورة لم تسلم من معارضتهم بحجة أحقية احترام وجهات النظر، ثم إنهم ينتفضون وترتعد فرائصهم ( جوارحهم) لمجرد طرح فكرة تنهض بالمجتمع إلى الأمام وتأخذ بأيدينا إلى الاستقرار والأمان وذلك ارضاءً لقداسة سماحة فخامة وجهات النظر .
ضاع الحق وضاعت الحقوق والحريات كذلك ضاعت لذة السكينة والطمأنينة وضاع عبق الزهور ونسيم الربيع ودفئ الشتاء فى دائرة الاختلاف في وجهات النظر التى لا نهاية لها، كل جميلٍ فى قانون وجهات النظر له تأويل وكل حقيقة لها بديل و لم ولن يكن الأبيضُ أبيضَ ولا الأصفرُ أصفرَ فشبكة عينى تعطَّلتْ فلا ترى إلا أسودَ…..
ياريت اللي فاهم يفهمنى