طفل مصري يسجل بهاتفه الموبايل وقائع قتل أبيه لأمه
كتب / الدكتور محمد النجار
بينما حدثت المشادة الكلامية بين الأب والأم وفي لحظة الغضب قام الزوج بخنق زوجته “بالإشارب –غطاء الرأس” حتى فارقت الحياة. ولم يكن يدري ابنهما الطفل صاحب التسع سنوات وهو يسجل بهاتفه مقطع فيديو تلك اللحظات انه يسجل وقائع جريمة بشعة ستؤدي الى فقدانه والدته بالوفاة ووالده بالاشغال الشاقة أو الإعدام .
وإثر انتشار خبر وفاة السيدة عبير بقرية ((شرنقاش)) التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية ، قام أخوها بإبلاغ الشرطة بوفاة شقيقته داخل منزلها ، وعندما انتقلت الشرطة الى موقع الحادث ، ومعاينة مكان الجريمة ، اتضح ان نوافذ البيت وأبوابه وكافة مداخله سليمة خالية من أي كسر أو عنف، مما أثار شكوك جهات التحقيق في الاشتباه في جريمة قتل.
وعند فحص الجثة تبين ان بها نزيف في الأنف ، وبقع زرقاء بالوجه والرقبة ، وتم نقلها الى مستشفى المنصورة العام لمعرفة سبب الوفاة ..
وعند قيام الشرطة باستجواب الطفل “هاني 9سنوات” نجل المتوفية ، قام الطفل بتقديم مقطع الفيديو المسجل على هاتفه والذي أظهر لجهات التحقيق الجريمة كاملة حيث بدأت المناقشة الحادة والمشادة بين والده ووالدته ، وقيام والده بخنق والدته بغطاء رأسها “إيشارب نسائي” والضغط عليها حتى فارقت الحياة.
وأصبح مقطع الفيديو لهذا الطفل دليلا على تورط والده في جريمة قتل والدته ، ولا يدري هذا الطفل المسكين بأن تلك الدقائق القليلة التي سجلها بيده هي التي ستحرمه من والده بعد حرمانه من والدته ..
وربما سيظل مقطع الفيديو الذي قدمه ذلك الطفل كدليل لجريمة والده في مقتل والدته ، سيظل يطارده طيلة حياته خاصة بعد ان يتحول الى طفل يتيم من الأب والأم ، وربما سيظل يتيما من المجتمع كله نتيجة النظرة السلبية التي ينظر بها الى تلك الاسرة التي خسرت الأب والأم في جريمة يتساءل المجتمع كله عن اسبابها ، وتنال تلك النظرات السلبية ذلك الطفل المسكين في مجتمع لا يرحم تغلب عليه الأمية الثقافية .